174

وكاسعا أدبارهم. ووافق بقنطرة كوهك تكين خان في عسكر جرار نائبا عن أيلك في حراسة سمرقند وما يليها، فانتدب لمناجزته، واستعان بالفل وسائر أصحابه على مبارزته، فنصب أرسلان له وجها وقاحا، وأضرم عليه الأرض كفاحا، فولاه ظهر الإدبار، واتقاه بعوذة الفرار. وغنم أرسلان ومن معه أموالهم، ورموا بتلك الأنفال أحوالهم.

وعاد أبو إبراهيم المنتصر [عند ذلك] «1» إلى بخارى فاستبشر أهلها بمعاده على مراده. وبلغ [98 ب] أيلك الخان خبره فجمع أحابيش الترك، وصمد صمده في العدد الدثر. وكر أرسلان بالو راجعا إلى المنتصر، واقتضاه الاحتياط عند ذلك العبور إلى آمل الشط، فوافاها وجباها، وضاقت به وبأهل «2» عسكره، فركب المفازة على سمت أبيورد، فملكها، وسار عنها قاصدا قصد نيسابور [وبها صاحب الجيش أبو المظفر «3» نصر بن ناصر الدين سبكتكين، فالتقيا] «4» على فضاء بين بغوخك «5» وبشنجة [قريتين على أربع فراسخ من نيسابور] «6»، وذلك يوم الأربعاء لليلتين بقيتا من شهر ربيع الأول سنة إحدى وتسعين وثلثمائة. ودارت عليهما رحى الحرب، يفصلون بالبيض البوارق، ما بين الطلى والعواتق، ويضربون مفارق الهام، ضرب القدار نقيعة القدام «7».

صفحه ۱۸۲