وقد حكى لي أبو علي الخشنامي أحد ثقات أبي علي، وقد كان قد نهض رسولا من جهته إلى أبي عبد الله خوارزمشاه أنه أنشده أبياتا لابن المعتز، ورسم له تبليغها أبا علي «1» على معنى النصيحة:
إذا فرصة أمكنت في العد ... وفلا تبد شغلك إلا بها
فإن لم تلج بابها مسرعا ... أتاك عدوك من بابها «2»
وإياك من ندم بعدها ... وتأميل أخرى وأنى بها
قال: فرويتها له، وذلك قبل استيحاش أبي عبد الله منه، فقبلها منه بمنة. ثم ذهل عنها كأن لم يقرعها «3» قط سمعه، ولم يستودعها يوما من الدهر ذرعه «4». ولم يعلم أنها كانت رمزا «5» من الأيام له بارتقاب النوائب، واتقاء العواقب. ولم يدر أن للأفعال والأعمال جزاء [67 أ] يحيق بأربابها وحيا «6» أو بطيئا، محسنا أو سيئا.
صفحه ۱۲۸