فقال ذو نفر في مرارة: ونذهب إلى القليس.
فقال أبو عاصم: نعم، سنذهب لنصلي من أجل انتصاره على قريش، كما لم نصل من أجل انتصار ذي نواس. سنذهب إلى القليس.
وأقبل نفيل فقال في مرح: نعم، إلى القليس لنرى بدعة الفن الخالص، قطعة من المرمر والذهب يكاد من يراها يقول ما هو بناء البشر.
فقال ذو نفر: لن أذهب يا أبا عاصم.
فقال نفيل هامسا: لا تعل صوتك هكذا يا أبا الهيثم.
فالتفت الشيخ إلى نفيل في شيء من الغضب وقال: أعرفت المسيح يا نفيل.
فقال نفيل: لست أبالي أين أذهب، فإني أنظر إلى من أصلي معه، وكان في صوته سخرية، ثم مضى قائلا: لست أبالي أن أذهب إلى القليس أو إلى بيت مناة ما دمت في صحبة ملك.
ثم همس ضاحكا: إنها تجارة يا أبا الهيثم، هم يتجرون مع من يشتري منهم، وأنا أتجر مع من يشتري مني. هذا هو أبرهة يقبل والجموع تتحرك.
واهتزت الصفوف المتراصة تتدافع عندما ظهر أبرهة في حلقة حراسة، وكان يسير بجسمه الضخم القصير كأنه يتدحرج، وجلس على العرش في صدر الإيوان، فخشعت الأصوات وشخصت إليه الأبصار.
وهمس نفيل قائلا: لقد تعلم أن يكون ملكا.
صفحه نامشخص