فقال أبو عدي لسيف متظاهرا بالجفاء: الملك العظيم يسألك عن دينك؟
فقال سيف: أفي هذا الجمع؟ ما ينبغي أن يسمعني غير كسرى العظيم.
ونقل الشيخ قوله، فقال الملك: ما اسم الفتى؟
ولما سمع اسمه قال في صوت خافت: ذو يزن! ذو يزن! كأنني أذكر هذا.
وبسط سيف ذراعيه قائلا: أنت مثل قطر السماء أيها الملك تروي الجبال والسهول، ويعم فضلك القريب والبعيد. لا تصرف وجهك عني وافتح لي بابك حتى أطالبك بديني. بوعدك لأبي.
ولما نقل الشيخ قوله اتسعت بسمة الملك وقال: إنها حيلة أريب. إن له شأنا.
والتفت إلى كبير حراسه قائلا: خذه بالرفق حتى أراه إذا عدت. وسار الموكب بين ضجيج الجموع بالدعاء للملك العظيم الذي يقف للأجنبي الضعيف ويستمع إلى شكواه، ويأذن له في المثول بين يديه. •••
ولما صار سيف أمام الملك اتجه إليه باسما، وقال على لسان ترجمانه: إذن جئت تطلب دينك.
فقال سيف: عفوا أيها الملك، فإن الناس يتحدثون في كل مكان عن كرمك وعدلك ورحمتك. والمضطر يركب الصعب وهو عالم بركوبه.
فقال كسرى: أأمنت أن يقتلك جندي؟
صفحه نامشخص