132

وساطة بین المتنبی وخصومه

الوساطة بين المتنبي وخصومه

پژوهشگر

محمد أبو الفضل إبراهيم، علي محمد البجاوي

ناشر

مطبعة عيسى البابي الحلبي وشركاه

فلم أر ضِرغاميْنِ أصدق منكما ... عِراكًا إذا الهيّابةُ النِّكْس كذَبا هزَبرٌ مشَى يبغي هِزَبْرًا وأغلبٌ ... من القومِ يغْشى باسِلَ الوجهِ أغْلبا أذلّ بشَغْب ثم هالته صوْلَةٌ ... رآك لها أمضى جَنانًا وأشْغَبا فأحجَم لما لم يجدْ فيك مَطمَعًا ... وأقدَم لما لم يجدْ عنك مهْرَبا حملتَ عليه السيفَ، لا عزمُك انثنى ... ولا يدُك ارتدّتْ ولا حدُّه نَبا وكنتَ متى تجمَعْ يمينك تهتك الضْ ... ضَريبةَ أو لا تُبق للسيف مضْربا فاستوفى المعنى، وأجاد في الصِّفة، ووصل الى المراد. وأما أبو زبيد فإنما وصف خلْق الأسد وزئيره وجرأته وإقدامه، وكأنما هو مرعوب أو محذر، والفضل له على كل حال، لكن هذا غرضٌ لم يرُمْه، ومذهب لم يسلُكه. وقوله: نيطَتْ حمائِلُه بعاتِقِ محرَبٍ ... ما كرّ قطّ وهلْ يكُرّ وما انثنى أمضى إرادَته فسوْف له قدٌ ... واستقْرَبَ الأقصى فثمّ لهُ هُنا وقوله: وجدْتُ المُدامةَ غلاّبَةً ... تُهيِّجُ للقلْبِ أشواقَهُ تُسيءُ منَ المرء تأديبَه ... ولكنْ تحسِّنُ أخلاقَهُ

1 / 132