صاح ييتس وهو ينفض عن جسده قبضة رجل هرع إلى جانبه: «لن توثقوا أحدا إطلاقا!». ولكن سرعان ما تغلب الرجال على ييتس ورينمارك، ثم ظهرت مشكلة غير متوقعة. فقد أشار ميرفي بأسى إلى أنهم ليس لديهم حبل. غير أن القائد كان رجلا واسع الحيلة.
قال له: «اقطع حبلا كافيا من الخيمة لتربطهما.»
فقال ييتس: «وبينما تفعل ذلك يا ميرفي، اقطع حبلا آخر كافيا لتشنق نفسك به. ستحتاج إليه قريبا. وتذكر أن أي ضرر ستلحقه بتلك الخيمة ستضطر لتحمل تكلفته. فهي مستأجرة.»
كبدهم ييتس قدر ما استطاع من عناء وهم يربطون مرفقيه ومعصميه معا، بينما ظل يتفوه بتلميحات ساخرة ويلعن حماقتهم. أما رينمارك، فرضخ لهم بهدوء. وحين أنهوا وثاقهما، قال البروفيسور بثقة هادئة كأنه رجل يحظى بدعم إمبراطورية من ورائه ويعرف ذلك: «أنذرك يا سيدي بأن هذا الاعتداء يرتكب على أرض بريطانية، وبأنني، أنا المعتدى عليه، من الرعايا البريطانيين.»
قال له ييتس: «يا إلهي، لو تعذر عليك التزام الصمت يا رينمارك، فلا تستخدم كلمة «رعية»؛ بل قل «مواطن».» «إنني قانع بالكلمة، وبالحماية التي يحظى بها من يستخدمها.» «أصغ إلي يا رينمارك، من الأفضل أن تدع لي مهمة الحديث. فكلامك سيضعنا في موقف حرج ليس إلا. أعرف نوعية الرجال الذين علي أن أتعامل معهم، أما أنت فمن الواضح أنك لا تعرفها.»
وبينما كانوا يكبلون البروفيسور، وجدوا المسدس في جيب معطفه. فرفعه ميرفي إلى الضوء.
ثم قال القائد بحدة وهو يأخذ المسدس: «أظنكما قلتما إنكما أعزلان؟».
قال ييتس: «إنني أعزل. المسدس ملكي، لكن البروفيسور لم يكن ليسمح لي باستخدامه. ولو كان قد سمح لي بذلك، كنتم ستركضون جميعا بأقصى سرعة من شدة الخوف عبر الغابة.»
قال القائد لرينمارك متجاهلا ييتس: «أتعترف بأنك رعية بريطاني؟».
قال ييتس قبل أن يستطيع رينمارك الكلام: «لا يعترف بذلك، بل يتفاخر به. لا تستطيع إخافته؛ لذا كف عن هذه الحماقة، وأخبرنا كم من الوقت سنقف هنا مقيدين هكذا.»
صفحه نامشخص