82

============================================================

وعساك تجمع المال لنعيم الدنيا وزهراتها وشهواتها، وقد بلغنا أن رسول اللهقال : "شرار أمتي الذين غذوا بالنعيم وبليت عليه أجسامهم *(1).

وبلغتا أن بعض أهل العلم قال : "ليجيئن يوم القيامة قوم يطلبون حسنات لهم، فيقال لهم : أذهبتم طيباتكم في حياتكم الدنيا، واستمتعم بها.

وأنت في غفلة، قد حرمت نعيم الآخرة بسبب نعيم الدنيا، فيا لها حسرة ميبه نعم . وعساك تجمع المال للتكاثر والعلوم والفخر والزينة في الدنيا. وقد بلغنا أن من طلب الدنيا ليكاثر بها، أو يفاخر بها، لقي الله وهو عليه غضبان وأنت غير مكترث لما حل بك من غضب الله حين أردت التكاثر والعلو.

نعم. وعسى المكث في الدنيا أحب إليك من النقلة إلى جوار الله عز وجل . فأنت تكسره لقاء الله، والله اكره للقائك، وأنت في غفلة، وعساك تأسف على ما فاتك من عرض الدنيا.

(1) حديث: شرار آمتي : آخرجه البزار من حديث أبي هريرة بسند ضعيف . وأورده العجلوني في كشف الخفا وقال : واخرجه ابن أي الدنيا في ذم الغيبة، والبيهقي، عن فاطمة الزهراء، بسند ضعيف . وأورده السيوطي في الجامع الكبير بالفاظ ختلفة نسوقها هنا : الأول : بلفظ وشرار أمتي الذين غذوا بالنعيم ، الذين ياكلون الطعام ، ويلبسون الوان الثياب، ويتشدقون في الكلام، . وعزاء السيوطي لإبن أبي الدنيا في ذم الدنيا . وابن عذي في كامله ، والبيهقي في شعب الايمان، وابن عساكر عن عبد الله بن الحسن، عن أمه، عن فاطة الزهراء: الثاني : "شرار أمتي الذين ولدوا في النعيم وغذوا به ياكلون من الطعام الوانا، ويلبسون من الثياب الوانأ ويركبون من الدواب ألوانا، يتشدقون في الكلام، . وعزاه للحاكم في المستدرك وقال السيوطي : وتعقب عن عبد الله بن جعفر" الثالث : "شرار أمتي الذين غذوا في النعيم ، وأن الرجل الهارب من الإمام الظالم ليس بعاص، بل الإمام الظالم هو العاصي، الا لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، . وعزاه للديلمي في الفردوس عن ابن عباس. أنظر : (الجامع الكبير554/1، وكشف الخفا 1537)

صفحه ۸۲