وذلك بينما لا نستطيع أن نسمي قصيدته «عبرة الدهر» معارضة لقصيدة شوقي التي تحمل نفس الاسم، وإن اتفقت معها في الوزن والقافية، بل هي مناقضة يرد فيها على شوقي - كما رأينا - ردا عنيفا.
وكذلك الأمر في كافة شعره السياسي الذي يكون الجزء الأكبر من ديوانه، بل والذي يعطي الديوان قيمته الأساسية، وكله شعر مباشر ينبعث عن انفعال فكري حار، وإيمان عقلي متين، ودعوة مخلصة إلى ما يتضمن من توجيه.
فهو يخاطب الوطن بقوله (ص19):
صحا كل شعب فاسترد حقوقه
فيا ليت يصحو شعبك المتناوم
هو الشعب أفتى دهره وهو خادم
وليس له فيمن تولوه خادم
يقلب من عهد لعهد على الأذى
إذا زال عنه غاشم جد غاشم
وهو يعالج في شعره السياسي كافة الموضوعات التي عالجها في نثره من دعوة إلى النهضة والإصلاح إلى سخط على الظلم والظالمين، وثورة على العصر الحميدي ورجاله الذين يسميهم «بغالا» في إحدى مقطوعاته، حيث يقول في ص42:
صفحه نامشخص