أفتعبدون من دون الله ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم ، وكيف يعبد الوعي الذاتي الشيء المصمت الخالي من الوعي؟ العبادة تراسل وحوار، تساؤل واستجابة ولا تكون بين وعيين،
ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم . ومرة تبدأ الآية بالضرر قبل النفع طبقا للمبدأ الأصولي «درء المفاسد مقدم على جلب المصالح». ومرة تبدأ بالنفع قبل الضرر،
ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم . ويتأكد نفس المعنى بملك النفع والضرر أي القدرة عليهما وليس مجرد النفع والضرر العرضيين،
قل أتعبدون من دون الله ما لا يملك لكم ضرا ولا نفعا . (3) «ومع الدعاء والعبادة يأتي العلم، فمن مقتضياته عبادة من ينفع أو يضر». ومن الجهل عبادة من لا ينفع ولا يضر. والأخطر تعلم ما يضر وما لا ينفع،
ويتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم ، وهو الجهل المزدوج، العلم بإضرار النفس وليس بنفعها. فالعلم أساس الإيمان، والإيمان يقوم على العلم، وكلاهما يتفقان على استحالة عبادة من لا ينفع أو يضر، وبالأولى من يضر دون أن ينفع. (4) «وكيف يعبد الإنسان ما لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا، حجرا أصم؟»
قل أفاتخذتم من دونه أولياء لا يملكون لأنفسهم نفعا ولا ضرا . كيف يعبد الإنسان ما لا يستجيب له ولا يرد عليه سؤاله ولا يملك له ضرا ولا نفعا،
أفلا يرون ألا يرجع إليهم قولا ولا يملك لهم ضرا ولا نفعا . ولو اجتمعت الأصنام كلها فإنها لا تملك لأنفسها ضرا ولا نفعا،
ولا يملكون لأنفسهم ضرا ولا نفعا
طبقا لقياس الأولى. كيف بمن لا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا أن يضير أو ينفع غيره؟ (5) «الله وحده هو الذي يملك النفع والضرر لخلقه وليس الإنسان»،
قل لا أملك لنفسي نفعا ولا ضرا إلا ما شاء الله . وتتكرر الآية مرة أخرى لتأكيد المعنى، ولا يملك الناس - حتى ولو كان بعضهم لبعض ظهيرا - لأنفسهم نفعا ولا ضرا،
صفحه نامشخص