وهم الثوابت: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
وهم الثوابت: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
ژانرها
يصف ماير الماهوية بأنها المذهب القائل بأن «هناك عددا محدودا من «الأفكار» الثابتة تتبطن التنوع الملاحظ في الطبيعة، حيث «الصورة»
eidos (الفكرة/المثال) هي وحدها الشيء الثابت والحقيقي، بينما التنوع الملاحظ ليس له واقع أكثر مما لظلال شيء ما على جدار كهف. وفي المقابل يؤكد صاحب «الفكر المجتمعي/السكاني»
population thinking
فرادة كل شيء في العالم العضوي. فجميع الكائنات العضوية والظواهر العضوية تتكون من ملامح فذة ولا يمكن وصفها في مجموعها إلا بلغة إحصائية. تشكل الأفراد - أو أي نوع من الكيانات العضوية - مجتمعات يمكن تحديد المتوسط الحسابي وإحصاء التنوع لها. لا تعدو المتوسطات أن تكون تجريدات إحصائية، وليس ثمة واقعية إلا للأفراد الذين يتكون منهم «المجتمع»
population . يخلص كل من المفكر المجتمعي والمفكر النمطي إلى نتائج نهائية متضادة تماما: فينتهي النمطي إلى أن النمط
eidos
هو الحقيقي والواقعي وأن التنوع وهم، بينما ينتهي المجمتعي إلى أن النمط (المتوسط) تجريد، وأن التنوع وحده هو الحقيقي والواقعي. ليس بوسع طريقتين في النظر إلى الطبيعة أن تكونا أشد تباينا من ذلك.
1
بالنسبة للعقل المغشى بغمامات أفلاطونية، فإن أرنبا ما هو أرنب. أما القول بأن نوع الأرانب يشكل ضربا من الغيمة المتنقلة ... سديم إحصائي من المتوسطات الإحصائية، أو أن الأرنب النموذجي في يومنا هذا قد يكون مختلفا عن الأرنب النموذجي الذي كان منذ مليون سنة، أو الأرنب النموذجي الذي سيكون بعد مليون سنة؛ فإن هذا القول هو انتهاك لتابو داخلي. والحق أن علماء السيكولوجيا الذين يدرسون نمو اللغة ينبئوننا بأن الأطفال ماهويون طبيعيون. وربما توجب عليهم أن يكونوا كذلك إذا كان لهم أن يحتفظوا بقواهم العقلية بينما تقوم عقولهم النامية بتقسيم الأشياء إلى فئات تصنيفية منمازة كل فئة منها موسومة باسم فريد. وليس من المستغرب أن تكون المهمة الأولى لآدم في قصة «التكوين»
Genesis
صفحه نامشخص