وهم الثوابت: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
وهم الثوابت: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
ژانرها
والحق أن البحث الجيني لا يزال يقدم نتائج مهمة ومثيرة، قد تسهم هذه النتائج في النهاية في زيادة جودة الحياة من جهات عديدة: زيادة إنتاج الغذاء بواسطة المحاصيل المعدلة جينيا، تحسين الصحة من خلال العلاجات الجينية ... إلخ. ولكن من الجهة الأخرى فإن الكشوف الجينية - بالطريقة التي توصل بها إلى عامة الناس من جانب وسائل الإعلام - تميل إلى إثارة التحيزات الماهوية، ودعم الأفكار الجبرية، وصرف الاهتمام عن دور البيئة في تشكيل السلوك الإنساني، وعن إدراك حجم الإرادة الفردية والاختيار الحر.
فرغم أهمية البحث الجيني التي لا شك فيها، فإن اتخاذ خطوات حثيثة للحد من الأفكار والسلوكات البغيضة التي لازمت دراسة الجينات حتى الآن ملازمة الكلب؛ سيكون فرضا واجبا علينا حتى نحقق الآمال الكبرى التي نعلقها على هذا البحث. (15) تذييل البروكرستية السياسية، سليلة نزعة الماهية
البروكرستية
هي أية نزعة إلى «فرض القوالب» على الأشياء (أو الأشخاص أو النصوص ...) أو لي الحقائق وتشويه المعطيات وتلفيق البيانات لكي تنسجم قسرا مع مخطط ذهني مسبق. إنه القولبة الجبرية والتطابق المعتسف والانسجام المبيت.
والبروكرستية السياسية هي أية نزعة إلى صب المواطنين جميعا في قالب واحد، تعميما للخير والتماسا للعدالة. تتجذر البروكرستية السياسية في «مذهب الماهية»
essentialism
الفلسفي. وهو الرأي القائل بأن «للأشياء خصائص ماهوية»
de re essential properties ؛ أي خواص ضرورية بمعزل عن تصنيفاتنا وتعريفاتنا، للإنسان من ثم ماهية حقيقية تميزه عن غيره من الكائنات؛ قد تكون هذه الماهية هي الروح العاقلة (الإنسان حيوان عاقل)، وقد تكون هي الميل إلى الحياة في تجمعات مدنية (الإنسان حيوان مدني) ... إلخ. المهم أن هناك ماهية ثابتة محددة للإنسان بها يكون إنسانا وبدونها يكون أي شيء آخر. هناك «مثال أفلاطوني» أو «صورة»
eidos
أو «فكرة»
صفحه نامشخص