وهم الثوابت: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
وهم الثوابت: قراءات ودراسات في الفلسفة والنفس
ژانرها
في تصورنا ويعزله داخل الجينات. تسهم هذه الظاهرة في التعبيرات الماهوية في الأحاديث العامة حول علم الوراثة.
وبالإجمال، تلعب اللغة دورا مهما في الطريقة التي نفكر بها. إن الصياغة الماهوية المنيعة للمعلومات المتعلقة بارتباطات النمط الجيني والنمط الظاهري قد تلعب دورا محوريا في ترسيخ الماهوية الجينية. وفي الوقت نفسه تؤدي الانحيازات الماهوية الجينية بالعلماء والمعلقين على حد سواء إلى اختصار بحثهم مستخدمين أوصافا
OGOD
مفرطة في التبسيط، وترسيمات ذات إرادة فاعلة واستعارات ماهوية تتسم جميعا بالتبسيط المخل. تشير هذه المراجعات التجريبية السابقة إلى أن مثل هذه الانحرافات في طريقة توصيل البحث الجيني قد تكون لها نتائج سلبية متعددة. والمحصلة أن الأشخاص الذين يستمدون معرفتهم عن الجينات من خلال الإعلام حريون أن يدركوا التأثيرات الجينية بطريقة حتمية ثابتة وخاطئة في الصميم. (14) كيف نحد من اعتناق الناس للماهوية الجينية
رأينا فيما سبق كيف أن الماهوية الجينية مكينة ومتغلغلة وذات عواقب سلبية شتى. فهل ثمة طريقة نخفض بها هذه التحيزات؟ هل يمكننا أن نحمل الناس على أن تتفهم كيف أن التعليل الجيني لمآل ما لا يعني بالضرورة أن المآل ثابت ومتجانس وطبيعي وذو سبب محدد؟ كيف نحد من اعتناق الناس للماهوية الجينية؟
من الاستراتيجيات التي من شأنها أن تضعف الحتمية الجينية أن نلفت انتباه الناس إلى العلاقات التفاعلية بين الجينات والبيئة. من ذلك أن ووكر وريد 2002م وجدا أن الناس تكون تقييما أكثر إيجابية للفصام عندما يتلقون تفسيرا تفاعليا بين الجينات والبيئة من تقييمهم عندما يتلقون تفسيرا جينيا خالصا. يشير هذا إلى أن البحث الجيني يمكن أن يوصل بطريقة تضعف التحيزات الماهوية، وذلك حين يتضمن تفسيرات جينية ضعيفة (كمقابل للتفسيرات الجينية القوية).
31
ولعل الماهوية الجينية أن تضعف كلما أمكننا تبيان تعقد العلاقات بين النمط الجيني والنمط الظاهري. قلما يتفهم الناس أن التعبيرات الجينية احتمالية وتحكمها الخبرات والتفاعلات مع الجينات الأخرى، وقلما يتفهمون كيف يمكن للجينات أن تؤثر في طرائق تفاعلنا معها؛ ومن ثم كيف تشكلها بيئاتنا. كما أن معظم الناس ربما لا يدرون الدور الذي تلعبه العوامل «التخليقية المتعاقبة»
epigenetic
في نشوء السمات والأمراض المعقدة. ربما لو وصل للناس تعقد وثراء العلاقات بين الجينات ومآلاتها لاستجابوا للتقارير الجينية بطرائق أقل حتمية. صحيح أن ذلك قد يستعصي على فهم الناس، ولكن عدم الفهم على كل حال خير من الفهم الخاطئ. إن الحجج العلمية كثيرا ما تكون معقدة وقلما يتاح فهمها لمن هو خارج حلقة الباحثين. معظم الناس مثلا لا يفهمون نظرية الأوتار (في الفيزياء)؛ غير أنهم لا يسيرون حياتهم وفق الاعتقاد الخاطئ بأنهم يفهمون الفكرة العامة للنظرية أو يتخذون قراراتهم الحياتية بناء على فهمهم الخاطئ.
صفحه نامشخص