============================================================
الوحيد في سلوك أهل التوحيد يأمر الأمر ولا يريد وقوعه فلا يقع، كأمره لأبي جهل وغيره من الكفار يمن لم يومن ويأمر بالإرادة فيقع ولا يقع خلافه إنما قؤلنا لشيء إذا أرذناه أن نقول له كن فيكون} [النحل: 40].
فتارة تكون المعصية لظهور كرم الله تعالى على عبده لورود الحديث: "دوالذي نفسي بيده لو لم تذنبوا لذهب الله تعالى بكم ولجاء بقوم يذنبون ثم يستغفرون فيغفر لهم (1لم.
فانظر إلى هذه اللطيفة إذ لا يكون الاستغفار والتوبة إلا عن ذني ولا تكون المغفرة إلا للمذنب المستغفر فأما من أحسن فلا سبيل عليه لقوله تعالى: ما على المخسنين من سبيل [التوبة: 91)، فصفات الكرم والجود والعفو والمغفرة والإحسان والرضا والرحمة وغير ذلك من صفات الأخلاق الجميلة للمسيئين، فظهر بمعصية العباد صفات كرم الله تعالى عليهم من استغفارهم وهنا يطيب عيش العارفين لأفم يرون محو صفاتهم إبقاء لصفات الله تعالى وأثارها فيهم، فانظر إلى أثر رحمة الله الحادث مع صفات الرب القديمة، وأنى يكون لمن
أصله العدم وجود مع واحب الوجود، ولا سيما إذا استولى الشهوذ وتحلضى المعبود وارتفعت الرسوم والحدود وتدكذكث الجبال واستولى الاضمحلال، ولذلك قلث: اللهم امح ما مني إليك باثبات ما منك إلي حتى أكون في كل شيء بك لا بنفسي، واحتر لي فإني لا أملك خيرة لنفسي، ومنهم من يسره ظهور كرم الله تعالى على وجوده، وإن ظهرت المعصية منه فيسره ظهور كرم ربه بمعصية نفسه ونقصه بظهور كماله وقد قال أحدهم: الحمد لله على ظهور كرمك بمعصيتي وكمالك بنقصي، وكذلك يجب عليه الرضا بقضاء الله تعالى ويسر به ويسر بظهور كرمه، ولا يرضي نفسه بمخالفة ربه إذ المعصية من صفات نفسه وكسبه وإن كانت مخلوقة لله تعالى فيه.
(1) رواه مسلم(2106/4)، وأحمد في مسنده (289/1) .
صفحه ۲۶