179

واحد فی سلوک

ژانرها

============================================================

160 الوحيد في سلوك أهل التوحيد لأن الشيخ لا يجوزله أن يغشه إذ هو قد استنصحه وسلم نفسه إليه، وهو مسئول عنه، وراض بجميع ما يفعله في نفسه وماله، وعقد مع الله تعالى عقدا في ذلك، وعاهد الله تعالى عليه، ولو وجد الشيخ لهذه العلة دواء غير ذلك لداواه به، وقد يداوي غيره بغير هذا الدواء في هذه العلة بنفسها لاختلاف الأمزحة والطبائع.

كما جرى للفقيه الذي سأل أبا يزيد(1) لما لا يفتح الله له؟ فأمره بحلق لحيته ورأسه، وتحفية قدميه، ومشيه بين الناس الذين يعظمونه، ومن صفعه من الصبيان يعطيه شيئا من الجوز الذي يحمله معه.

وقد تقدمت الحكاية في ذلك وفي أمر الشيخ أبي يزيد مريده بحلق لحيته أوجة لمن يعترض على الشيخ في كونه أمر بما يخالف السنة، وقد اعترض معترض فذكر الفقيه شيئا إنما كان قصده العزم على الفعل لا وقوع الفعل، فإن السيد إبراهيم الخليل القليه أمر بذبح ولده، وكان المراد العزم على الذبح لا وقوع الذبح، والجواب عندي، فمن ذلك أن الطبيب يجوز له النظر إلى فرج المرأة للتداوي، وقطع بعض الأعضاء لسلامة الجميع في أمراض الجحسم، فأمراض القلب لأشد من ذلك، لا سيما مرض الكبر الذي هو أشد الأمراض الذي يحجب سعادة الآخرة، وحلق اللحية أخف الأدوية؛ إذ هي تعود في زمن قريب.

فافهم ذلك وحسبنا الله ونعم الوكيل ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

وما حكي عن بعض الحجامين أنه كان يحجم الملك وكان له مريد قد تبعه فجعل ينوب عنه فيما يحتاج إليه الملك من الفصد والحجامة وغيره، فعظمت نفس المري، وزعم أنه ما بقي يحتاج إلى معلمه، وربما زعم آنه ترقى عنه وعلم ما لا يعلم.

فاتفق أن الملك احتاج إلى الفصد، فدخل هذا المريد، فأفصد الملك، فانكسرت الريشة في عرق يده، فلم يكن للمريد حيلة ولا معرفة بذلك وخشي الهلاك من السلطان، فجاء إلى عند معلمه وقد حصل له من ذلك ما حصل، فقال له المعلم: (1) اتظر في معرفة مناقب وأخبار الشيخء أبو يزيد البسطامي، *روضة الحبور في مناقب الجنيد البغدادي وأبي يزيد طيفور) لابن الأطعاني، وهو من أوسع وأفضل الكتب في نوعه، طبع دارة الكرز، تقدتم فضيلة الشيخ الأستاذ الدكتور سيدي جودة المهدي حفظه الله،

صفحه ۱۷۹