واحات العمر: سیره ذاتیه: الجزء الأول
واحات العمر: سيرة ذاتية: الجزء الأول
ژانرها
فالدرجة الأخيرة «درجة بحثية»
research degree
ولكنها ما تزال تسمى الماجستير بالعربية، ولا تعترف الجامعات العربية بالفرق بين الأولى التي يمكن الحصول عليها بكورسات وامتحان وبين الأخيرة، فكان لا بد من التسجيل للدكتوراه. وكنت في مطلع عام 1969م قد أحكمت صنعة الترجمة إحكاما، ولم يعد العمل في كافرشام يستغرق إلا وقتا محدودا، وكنت أقضي عطلة نهاية الأسبوع فيها خارج لندن، ونهاد تجهد نفسها كل الإجهاد لإعداد الأبحاث المطلوبة منها، وكان أساتذتها سعداء بها كل السعادة.
وكنت عندما أعود إلى المنزل يوم الإثنين، أحاول تعويض غيابي بالخروج مع نهاد، وكثيرا ما كانت مناقشاتنا تدور حول بحوثها، وقراءاتها، وأحيانا كنت أصحبها في القطار إلى الجامعة، ونخرج بعد مقابلة الأستاذ للنزهة قبل العودة إلى لندن، ولكن يوم الأربعاء كان يوم المسرح، وكنا نخرج في الواحدة ظهرا فنركب المترو حتى محطة هولبورن ثم نسير حتى مسرح أولدويتش مثلا، أو إلى محطة واترلو (Waterloo)
ثم نسير إلى المسرح القومي (في الأولد فيك) (Old Vic) ، ولن أنسى يوم أن تأخرنا أو تأخر بنا القطار دقائق معدودة فأخذنا نجري جريا حتى وصلنا في الموعد (الثانية والنصف ظهرا) ونحن نلهث ولم نكد نجلس حتى بدأ العرض!
3
وفي يوم السبت 19 يوليو عام 1969م جاء الدكتور رشاد رشدي لزيارة لندن، وكان قد حصل على منحة من المجلس البريطاني لزيارة بعض المعالم الثقافية في إنجلترا، فقابلناه أنا ونهاد وفرحنا به، كما قابله عبد اللطيف الجمال، واستأجر غرفة في منطقة جلوستر رود
Gloucester Road
في وسط البلد، ثم لحق به عبد المنعم سليم الكاتب المشهور، وكنا نتجول أنا ورشدي في أرجاء لندن وهو يقص علينا طرفا من ذكرياته، وكان يدهش من اختفائي في عطلة نهاية الأسبوع في كافرشام، وعندما علم أنني سوف أسجل للدكتوراه في مطلع العام الجديد عرض علي العودة إلى مصر، ووعد بأن يساعدني في الحصول عليها بسرعة، ولكنني رفضت؛ فالحياة في إنجلترا لم تكن مجرد تمهيد لشغل منصب ما في مصر (علمي أو ثقافي)، بل وسيلة للنهل من معين لغوي وثقافي لا ينضب.
وذات يوم صحبته لشراء زوج من الأحذية، فقابلنا فتاة من كليتنا تدعى جون مالوي
صفحه نامشخص