واحات العمر: سیره ذاتیه: الجزء الأول

محمد عنانی d. 1443 AH
127

واحات العمر: سیره ذاتیه: الجزء الأول

واحات العمر: سيرة ذاتية: الجزء الأول

ژانرها

) ثم كتبت ما تصورت أنها تقوله في صفحة واحدة، وانتقلت إلى الفصل الثاني. وهكذا قضيت ثلاثة أيام لا هم لي إلا إيضاح الأفكار التي لم تكن في الواقع عميقة ولا جديدة عن الشاعر وردزورث، على عكس الكتاب الأول الذي كان يناقش العلاقة بين الرمز والصورة في شعر الشاعر نفسه (لمؤلفة أمريكية تدعى

Florence Marsh ) وانتهيت يوم الخميس من الكتاب، ولكنني لم أكن قد انتهيت من المقال، فتفرغت له صباح الجمعة ونقحت المسودة، ودعمته بمقتطفات من كلام ولسفورد نفسها، حتى طال فأمعن في الطول. ولكنني كنت راضيا عنه فلم أحذف أي شيء، وأسرعت إلى الكلية فوضعته في درج بريد الأستاذ وخرجت.

لم أكد أعود إلى المنزل حتى وصل خطاب في بريد العصر من سمير سرحان، يقول لي فيه: إنه سوف يسافر يوم السبت (اليوم التالي) من مصر إلى أمريكا، وإنه سوف يتوقف يوما وليلة في لندن ليراني. وطرت فرحا وأخبرت سامي أبو طالب فقال لي إنه يستطيع قضاء الليلة هنا معنا، وفي صباح اليوم التالي اتجهت إلى المطار في إحدى الحافلات المخصصة لهذا الغرض وأجر الرحلة ثلاثة شلنات ونصف، وانتظرت وصول الطائرة المصرية، وخرجنا معا إلى لندن. وحكى لي في الطريق أن الدكتور محمد مندور توفي وأن الدكتور لويس عوض مال على الدكتور رشاد رشدي أثناء العزاء وقال له «الدور علينا بقى» فغضب رشدي غضبا شديدا لأنه لا يحب ذكر الموت، ولولا شعوره بالواجب الاجتماعي ما حضر العزاء أصلا. وظللنا نتجاذب أطراف الحديث حتى وصلنا إلى المنزل، ثم انطلقنا إلى وسط المدينة لأول مرة.

محمد السوري، محمد عناني، أمام حجر رشيد في المتحف البريطاني عام 1966م.

كانت تلك ليلة السبت (أي عشية الأحد 30 مايو 1965م) وهي تقابل ليلة الخميس لدينا (أي عشية الجمعة) وكان ميدان بيكاديلي

غاصا برواد المسارح والسينما، فتجولنا ما شاء الله لنا أن نتجول، من ليستر سكوير

Liecester Square

إلى شارع ستراند

The Strand

حتى وصلنا إلى مسرح أولدويتش

صفحه نامشخص