...وكانت بغداد في ذلك الزمان فسطاط الإسلام ومحط رجال العلماء وأهل الصلاح فهلك غالبهم وبقي الوقت بلا خليفة ثلاث سنين، ومن أحسن ما أنشد بذلك قول ابن التعاويذي:
بادت وأهلوها معا فبيوتهم ......ببقاء مولانا الوزير خراب
ولا يسع مختصرنا هذا من الكلام على هذه القصة أكثر من هذه النبذة، والله تعالى أعلم بالصواب.
الخاتمة الموعود بها في أمور ينبغي إزالتها من الحضرة الشريفة:
فمن ذلك ما قدمناه في الباب الأول من حدوث غلق الأبواب والدرابزين الدائرة على الحجرة الشريفة، وتعطيل بعض الروضة المنيفة، من الصلاة فيها ومنع الزائرين من الوقوف في موضع السلف رضوان الله عليهم، فيجب فتح تلك الأبواب وتمكين الزائرين والمصلين من ذلك المحل الشريف على ما قدمناه في الباب الأول، فإن قيل: يلزم من تمكين الزائرين من الدخول إلى هناك أن الجهلة منهم يتعاطون بدعة أمام تلك الحضرة الشريفة من استلام الجدار الدائر على الحجرة الشريفة والتمسح به والتزامه ونحو ذلك، وقد نهى الغزالي عن ذلك وقال: إنه من فعل النصارى، وقال في شرح (المهذب): يكره إلصاق البطن والظهر بجدار القبر الشريف.
... قال أبو عبد الله الحليمي، وغيره قالوا: ويكره مسحه باليد وتقبيله، وقال ابن جملة: أن مالكا رحمه الله نص على أن من أدب الزائر أن لا يمس القبر بيده، وكذا غير مالك.
... قلنا: هذه أمور بعينها تفعل الآن في الدرابزين المذكور فلم يحصل تنزيه الحضرة من ذلك مع ذكره على أن الشيخ محب الدين الطبري قال: يجوز التقبيل والمس وعليه عمل العلماء الصالحين، وأنشد:
صفحه ۱۵۶