فقال رجاء: إن دولته لعامل اليوم على إرغام الأنوف يا آنسة. ولك الآن أن تقترحي على دولته المكافأة التي ترغبينها.
فقالت نميقة: لا أطلب إلا إنقاذ الأمراء مكافأة وحسبي.
فقال مصطفى باشا: ثقي أن سناء الدين أبا صديقتك لا يمسه الضر. وفوق هذا لك يد رجاء مكافأة، فهل تكتفين بها؟ ومعها أيضا وظيفة عالية له. فما قولك؟
فأطرقت نميقة ولم تجب. فقال الغازي: السكوت خير جواب. قم يا رجاء واستدع المأذون لعقد زواجكما، فهو منتظر أمرنا الآن.
وفي بضع دقائق كان المأذون معهم يكتب عقد الزواج والغازي شاهد. فلما طلب المأذون إلى الغازي أن يوقع شهادته على عقد الزواج كتب هذا إمضاءه، وقدم العقد لنميقة لتطلع على الإمضاء. فلما رأت أنه اسم الغازي مصطفى باشا كمال انتفضت وصاحت: ويلي! أهكذا خدعتني يا رجاء؟ ويحك!
ولطمت خديها. أما الغازي فصافحها قائلا: أهنئك بهذا الزوج الداهية الذي لا يصلى له بنار.
فصاحت: ويلي! والأمراء يا باشا؟ - وعدتك بألا يمس أبواك بضر وإني على الوعد. وأما سائر الأمراء فاطلبي حياتهم من رجاء.
وخرج الغازي وبقيت نميقة مع رجاء تصيح وتصخب: ويحك! ما هذا الخداع؟ الأمراء. الأمراء! الخليفة!
فقال لها: اشكري الله أن الغازي منحك سعادة أبويك. أما سائر الأمراء والخليفة فغدا يبرحون الآستانة، ونرتاح من وطأة غطرستهم. قلت لك: إني منتقم. وقد انتقمت. ولولا الغازي لسحقت أبويك أيضا، فهما أعدى أعدائي وبسببهما وجهت نقمتي للأمراء كلهم. فاشكري الله أنهما في حمى الغازي. •••
في ذلك المساء ذهب رجاء بزوجته نميقة إلى دار السفارة الروسية، فاستقبلهما السفير وعيلته بكل ترحاب واحتفلوا بهما وأولموا لهما وليمة فاخرة. وقال السفير: أهنئك يا رجاء بسليلة السلاطين.
صفحه نامشخص