أما هي فما زالت تنتفض من شدة التأثر وهو يجزع لتأثرها. ثم أمسك بيدها قائلا: ويحك! اصدقيني الخبر اليقين. ألي أم لغيري حفظك الله؟
فلم تستطع الإجابة لشدة تأثرها، فأمهلها هنيهة ثم قال: ويحك يا هذه! لقد التقينا في تقاطع الطرق، فأخبريني هل قدر لنا أن نسير في طريق واحد أو أن نفترق.
فهزت رأسها علامة الإيجاب، فقال: لا أفهم. انطقي. هل كنت لي أولا وثانيا وما زلت لي؟
فأومأت إيماء مختصرا بالإيجاب.
فقال: إذن. إذا قبلت هذه اليد كنت مقبلا يدا لم يعتد عليها أحد ولا دنستها شفتان أخريان.
فأومأت قائلة بهمس: نعم. نعم. فرفع معصمها إلى شفتيه وهو يقول: إني أعتقد أنك لا تستطيعين أن تخدعيني.
وطبع عليها قبلة لطيفة وقال: ماذا جاء بك إلى هنا؟ وإلى أين؟
فقالت بصوت خافت: إلى فوزي باشا.
فاستغرب وقال: عجبا! أحقيق؟
فقالت بصوت يكاد يسمع: أليس أقل تكفير عن ضلالي أن أسعى جهدي لرد القضاء الرهيب عن قومي؟ - يالله! إذن أنت الرسول حامل المعلومات للمشير فوزي باشا؟ - بل أنا المعلومات نفسها. - الله أكبر. إذن ...
صفحه نامشخص