أي منته عليهم أعظم من منتهم على النبي - صلى الله عليه وسلم - في بيعتهم له. وقال: { يمنون عليك أن أسلموا } (¬1) وقال الله للنبي عليه السلام: { قل لا تمنوا علي إسلامكم بل الله يمن عليكم أن هداكم } (¬2) وفي هذا أنزلت الآية. وقال النبي عليه السلام: « اللهم لا تجعل عندي يدا بيضاء أحمده عليها، ولا تجعل لمؤمن عندي يدا سوداء أبغضه عليها » (¬3) . واليمين أيضا على وجوه، منها: الشيء نفسه، وهو صلة في الكلام كقوله: { وما ملكت أيمانكم } (¬4) أي وما ملكتم. وتخرج (¬5) على القوة، وهو قوله: { لأخذنا منه باليمين } (¬6) أي بالقوة والشدة. واليمين على الحلف، وهو قوله: { واحفظوا أيمانكم } (¬7) . فلما صح عندنا وعندهم أن هذا الذي ذكرنا يخرج على غير المعقول في كثير من لغات العرب، نفينا عن الله الشبه والمعقول كما نفاه عن نفسه. وقال [ النبي ] (¬8) عليه السلام: « ما من كلام إلا وله وجهان فاحملوا الكلام على أحسنه » (¬9) والجنب أيضا على المعقول وعلى غير المعقول، وهو الأمر والطاعة. والمعنى في { جنب الله } (¬10)
¬__________
(¬1) 85) سورة الحجرات: 17.
(¬2) 86) سورة الحجرات: 17.
(¬3) 87) لم أتمكن من معرفة هذا الحديث.
(¬4) 88) سورة النساء: 36.
(¬5) 89) ج: ويخرج.
(¬6) 90) سورة الحاقة: 45.
(¬7) 91) سورة المائدة: 89.
(¬8) 92) + من ج، ب، م.
(¬9) 93) مسند الربيع بن حبيب: ج3/244.
(¬10) 94) سورة الزمر: 56. وجاء في التنزيل العزيز: { أن تقول نفس يا حسرتا على ما فرطت في جنب الله } (الزمر:56)، قال الفراء: الجنب: القرب، وقوله: { على ما فرطت في جنب الله } أي في قرب الله وجواره، ومنه قولهم: هذا قليل في جنب الله أي في قرب الله من الجنة، وقال الزجاج: معناه: على ما فرطت في الطريق الذي هو طريق الله الذي دعاني إليه، وهو توحيد الله والإقرار بنبوة رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم - . الخ....انظر لسان العرب، مادة «جنب ».
صفحه ۶۳