الكتاب تسعة فصول، الفصل الرابع فيه هو: «في السجن والتعويق ومن خرج من سعة إلى ضيق» وباقي فصوله الثمانية فصول لا ترتبط بالسجن إلا ارتباطا خفيا قد لا يدرك للوهلة الأولى فالإنسان ابتداء في أحسن تقويم والفضل والنعم قد جاءته تحبو، ولكن النعم سريعة الذهاب متقلّبة الأحوال فعليه أن يقيّدها بالشكر (الفصل الأول) ويوثقها بالحمد، أما إذا تولّت فما عليه إلا الصبر (الفصل الثاني) والتجلّد، والتسليم والرضا، فمآل الأمور إلى زوال، وأحوالها إلى تبدّل وتغيّر، ومهما كان البلاء جللا فمصيره إلى اضمحلال، وإلا فالموت (الفصل الثالث) خاتمة الأشياء وكأن هناك طرفا خفيا، ورابطة سرية ما بين الموت والسجن لهذا يبدأ (الفصل الرابع) في السجن والتعويق، وأول طلع من طلوع السجن انفضاض الأصحاب، ونفاق الإخوان (الفصل الخامس) وفي هذه الحالة عود على بدء، فما على صاحب هذه المحنّة إلا القناعة والزهد (الفصل السادس) وعليه أن يتحلّى بمكارم الأخلاق ومحاسن المناقب (الفصل السابع) وأن يكون أولا تقيّا، ذا أمانة وديانة (الفصل الثامن) ولا عليه ما جرى له بعدها، فحال الدنيا، وتقلّب أحوالها معروف، فلن يكون أوّل ولا آخر من فعلت به الدنيا فعلها (الفصل التاسع).
ولا يفوتنا ونحن نتحدّث عن الكتاب أن نذكر أن مؤلفه أشار أحيانا إلى مصادره التي استقى منها مادة كتابه فيذكر التنوخي، والمسعودي و«مجالس ثعلب».
1 / 19