ادبای عرب در عصر عباسی
أدباء العرب في الأعصر العباسية
ژانرها
6
وفيها محمد بن علي بن عبد الله بن عباس،
7
فنزل عنده وأوصى إليه بالخلافة من بعده؛ خوفا من أن تضيع البيعة وهو بعيد عن أهله.
فلما مات أبو هاشم هب محمد بن علي ينشر دعوته، واثقا بالنجاح لاكتسابه الشيعة الكيسانية، ولكن المنية عجلت عليه، فأوصى إلى ابنه إبراهيم الإمام، فأرسل إبراهيم دعاته إلى خراسان؛ لأن الفرس أشد الشعوبيين نقمة على بني أمية، ولأن أكثر الشيعة الكيسانية في خراسان والعراق.
وكان الحزب الأعظم من الشيعة يناصر عبد الله بن حسن بن الحسين بن علي؛ فتخوف العباسيون منه وحسبوا له حسابا، فرأوا أن يعقدوا مؤتمرا يجمع بني هاشم علويهم وعباسيهم؛ للاتفاق على من يخلف الأمويين من أهل البيت، فعقد المؤتمر في مكة، وحضره من العباسيين أخوا إبراهيم الإمام: أبو العباس السفاح، وأبو جعفر المنصور، وغيرهما، وحضره من العلويين عبد الله بن الحسن وولداه محمد وإبراهيم وغيرهم، فتشاوروا في الأمر فتشبث العلويون بحقهم في الإمامة، فلم يجد العباسيون بدا من مسايرتهم إلى أن تتهيأ لهم الأسباب فيستقلوا بالأمر دونهم، فوافقوهم على مبايعة محمد بن عبد الله بن الحسن الملقب ب «النفس الزكية».
ويرجح أن هذه البيعة جرت سرا؛ لأن العباسيين أنكروها بعد أن قوي ساعدهم، وحاول محمد بن عبد الله إعلانها فلم يصدقه أحد إلا الذين عرفوا دخيلة الأمر، وعددهم قليل.
وجملة القول أن الدعوة العلوية كانت ضعيفة ضئيلة بالنسبة إلى الدعوة العباسية، وتعود أسباب هذا الضعف إلى انقسام الشيعة وتعدد فرقهم، ثم إلى مبايعة أبي هاشم لمحمد بن علي بن عبد الله بن عباس، والتفاف الشيعة الكيسانية عليه وعلى ابنه إبراهيم الإمام من بعده. ثم إلى مبايعة بعض العباسيين لمحمد بن عبد الله بن الحسن؛ فإن العلويين غرتهم هذه الظاهرة من أبناء عمهم فركنوا إليهم، ومن أسباب الضعف أن العلويين بالغوا في الخروج على بني أمية، فكثر فيهم التقتيل؛ فقلوا فضعفوا. أما العباسيون فلم يعمدوا إلى العصيان، ولم يقتل واحد منهم إلا بعد أن أظهروا دعوتهم، فكثروا وقووا. (6) الدعوة العباسية
ابتدأت الدعوة العباسية بالظهور سنة «100ه/718م» في خلافة عمر بن عبد العزيز؛ فإن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس بعد أن أخذ الوصاية من أبي هاشم أنشأ يؤلف الجماعات السرية، فاختار اثني عشر نقيبا لبث الدعوة، وجعل تحت أيديهم سبعين رجلا يأتمرون أمرهم، وأوصاهم أن يولوا وجوههم شطر خراسان؛ لأنها أصلح من غيرها لنشر الدعوة، ومما قاله في كتابه لهم: عليكم بخراسان؛ فإن هناك العدد الكثير، والجلد الظاهر، وهناك صدور سليمة، وقلوب فارغة لم تتقسمها الأهواء، ولم يتوزعها الدغل، وهم جند لهم أبدان وأجسام، ومناكب وكواهل، ولحى وشوارب، وأصوات هائلة، ولغات فخمة تخرج من أجواف منكرة، وبعد فإني أتفاءل إلى المشرق، وإلى مطلع سراج الدنيا ومصباح الخلق.
8
صفحه نامشخص