ادبای عرب در عصر عباسی
أدباء العرب في الأعصر العباسية
ژانرها
وصفه
الوصف في شعر الطائي: منه مستقل بقصائد وأراجيز ومقطعات، ومنه مبثوث في مدائحه وسواها من الأغراض، وقد وصف شاعرنا الحرب والخيل والإبل والنساء والغلمان والشيب واحتضار الميت والطبيعة والشراب، فأفاض في ذكرها جميعا، ولكن وصفه يبدو عليه أحيانا شيء من الجمود والانقباض، فما تدفعك صوره إلى الانجذاب معها في الخيال الفسيح، ويعود ذلك على أن الشاعر يغوص في عباب معقوله أكثر مما يطير في سماوات مخيلته، ويسرف - على الغالب - في استعمال الغريب وأوجه البديع، حتى تجف صوره وتجفو، وتفقد كل حركة وحياة.
غزله
قد يطول تعبك ويعز طلبك إذا حاولت أن تلتمس العاطفة الصادقة في الغزل الذي كان أبو تمام يوطئ به مدائحه وتهانيه، فهذا الغزل لم يأت به الشاعر تلبية لهمسات فؤاده، وإنما جاء به إرضاء لنزعات نفسه إلى التقليد، فإذا هو يقف على الطلول، ويسلم على الديار، ويبكي على الرسوم، ويستنطق الآثار، ويذكر عرائس الشعر اللائي شبب بهن المتقدمون.
وهذا الغزل جاف في أكثره، جاف في معانيه، وإذا عثرت فيه على تشبيب حسن يرضيك، فما تعثر على شعور رقيق يؤثر فيك، وقد تلفي فيه الصنعة على غرابة لفظه وبداوة معانيه، ولكنك لا تتبين نفسية صاحبه في قوافيه، فهو غزل كاذب لا يصور عاطفة العاشق المحب، بل يمثل كلف الشاعر بتقليد المتقدمين، وإعجابه بمذاهب أهل الخيام، وعرائس الشعر عندهم.
على أن لأبي تمام غزلا غير هذا يصور عاطفته أصدق تصوير، وهو الذي تجده في ديوانه مقطعات صغيرة، منها بيتان ومنها أربعة، وقلما زادت كبراها على ستة، فهذه المقطعات إن هي إلا زفرات مشتعلة تتقد بها نفس الشاعر المستهام، فترى منه محبا شديد الغيرة على محبوبه، يتلظى غيظا إذا زاحمه فيه مزاحم.
وفي هذا النوع من الشعر ترق ألفاظه، وتلطف معانيه، ويقل تكلفه لاقتصاده في طلب الصنعة.
ولم يتعهر في هذا الغزل إلا قليلا؛ ذلك بأن أخلاق الطائي تأبى المجاهرة بالخلاعة، وتؤثر الترصن والوقار، غير أنه لم يشذ عن خطة معاصريه في التذلل للمحبوب، وإظهار العبودية له.
وأضيفت إليه أبيات رويت لأبي نواس، ومن الصعب تحقيق نسبتها إلى أحدهما، على أن في بعضها من النكتة والظرف ما يدفعنا إلى أن نرده على شاعر الأمين.
فخره
صفحه نامشخص