ادبای عرب در عصر عباسی
أدباء العرب في الأعصر العباسية
ژانرها
فمن هنا نشأ حزب الشعوبية يضم إليه أبناء الأمم المقهورة، متحدين على بغض العرب والتنقص منهم، وذكر مثالبهم، وتفضيل العجم عليهم، ولكنهم كانوا ضعافا في شباب الدولة الأموية؛ فلم يرتفع لهم صوت حتى آنسوا الضعف في جسمها، والانحلال في أعضائها؛ فعضدوا العباسيين على أمل أن يكونوا لهم خيرا من الأمويين وأبقى. (3) ترف الأمويين وإهمالهم
كان العهد الأموي عهد ثورات وحروب، فلم يبت خلفاؤه ليلة إلا على عصيان يتأهبون لقمعه، أو على مكيدة يحاولون ردها، وكان لهم في بدء أمرهم من القوة والسلطان ما مكنهم من نحور أعدائهم، ولكن لم يلبثوا أن تسلل الضعف إليهم؛ لتفاقم الثورات من جهة، ثم لانغماسهم في الترف من جهة أخرى؛ فإنهم انصرفوا إلى اللهو والخمر والمجون، وأصبحوا لا يهتمون بتأييد سلطانهم، ولا يعنون بانتقاء عمالهم؛ فإن هشام بن عبد الملك ولى نصر بن سيار أعمال خراسان، وهو يعلم أن عصبيته فيها ضعيفة، وأن خراسان لا يضطلع بأمرها إلا من كان قوي العشيرة؛ فكانت ولايته عليها شؤما ووبالا، فقد اجتمعت عليه أفناء اليمن وربيعة، وحاربته لانحيازه إلى المضرية.
وربما ولي العامل عملا بإشارة جارية، أو مكافأة على هدية، فعل هشام بالجنيد بن عبد الرحمن، وكان الجنيد قد أهدى لامرأة هشام قلادة من جوهر فأعجبت هشاما؛ فأهدى إليه الجنيد قلادة أخرى فولاه هشام خراسان.
ورأى العمال من الخلفاء غفلة وإهمالا، فأصبحوا لا هم لهم إلا حشد الأموال، والاستكثار من الصنائع
3
والموالي، ورأى الناس الانحلال يدب في هيكل الدولة؛ فأخذوا يشقون عليها عصا الطاعة، وهم إنما كانوا خاضعين كرها لا رغبة. (4) شقاق البيت المالك
قيل لبعض الأمويين: ما كان سبب زوال ملككم؟ قال: «اختلاف فيما بيننا، واجتماع المختلفين علينا.» ومن يتتبع الحوادث التي تقدمت سقوط بني أمية يتبين له صحة هذا القول؛ فإن الأحزاب السياسية على اختلافها في المذاهب والعقائد كانت تسعى جميعا لقلب العرش الأموي، فاجتمع على ذلك الخارجي والزبيري والعلوي والعباسي والشعوبي ، فشرع كل واحد منهم يرمي إلى هدفه من الناحية التي ينتمي إليها، فتكاثر وقع السهام على هيكل الدولة، حتى انهد بناؤه فانهار انهيارا.
وساعد أعداء الأمويين على نيل مأربهم انشقاق أمية على نفسها، فإن أمراءها أخذ بعضهم يكيد لبعض، فأضعفوا شأنهم وأطمعوا الناس فيهم، ويعود سبب هذا الانشقاق إلى نظام ولاية العهد؛ فإنه كان يثير الضغائن بين الأخ وأخيه، فضلا عن القريب وقريبه، وحسبنا أن نلقي نظرة عجلى على طلاب ولاية العهد في صدر الإسلام وفي العصر العباسي؛ لنعلم مبلغ ما جرت من الويلات على الخلفاء وأبنائهم.
وفساد النظام في ولاية العهد قائم على تعددها، فإن الخليفة كان يعقد الولاية في حياته لاثنين أو ثلاثة من أولاده، أو لولده وأخيه، فإذا استخلف ولي العهد الأول استبد بالأمر، وحاول خلع الثاني لينقل الولاية إلى بنيه؛ فهشام بن عبد الملك لم يشنع على ابن أخيه الوليد بن يزيد، ويرمه بالكفر والفسوق، وينفر الناس عنه إلا لأن ولاية العهد كانت له، وهشام يريدها لابنه من بعده.
ومات هشام ولم يستطع خلع الوليد، ولكنه استطاع أن يسيء إلى سمعته، فجعله في عيون الناس كافرا زنديقا لا يشبع من الخمر والفسق والمجون.
صفحه نامشخص