ادبای عرب در عصر عباسی
أدباء العرب في الأعصر العباسية
ژانرها
31
علومه
كان بشار عالما فقيها متكلما، ولولا زندقته لعد من كبار أئمة الدين، وعرف بطول باعه في معرفة الغريب والوقوف على أساليب العرب الصرحاء، وبنقد الشعر وتمييز صحيحه من منحوله، وصدق ظنه في تقدير جوائزه؛ فقد كان يزنه بمعيار تأثيره في نفس الممدوح، وموقعه من سياسته وهواه.
آثاره
قيل: إن أكثر الناس شعرا في الجاهلية والإسلام ثلاثة: بشار وأبو العتاهية والسيد الحميري، وتحدث بشار عن نفسه فقال: «إن لي اثني عشر ألف قصيدة.» ولكن لم يبق لنا من هذا القدر الكبير إلا نزر يسير متفرق في كتب الأدب.
وظل شعر بشار متداولا إلى عهد ابن خلكان، فقد جاء في كتابه «وفيات الأعيان» في الكلام على بشار: «وشعر بشار كثير سائر، فنقتصر منه على هذا القدر.» وأورد بعض مقطعات منه.
على أن هذا الشعر قد ضاع أكثره، ولم يخلص إلينا إلا أقله، ولولا صاحب «الأغاني» وما دون من أشعار بشار وأخباره لما وصل إلينا منها ما يستحق الذكر.
وفي سنة «1934» عثر محمد بدر الدين العلوي أحد معلمي اللغة العربية في الجامعة الإسلامية بعليكرة في الهند على مخطوط قديم في المكتبة الآصفية بحيدر آباد من كتاب «المختار من شعر بشار» للخالديين شاعري سيف الدولة وخازني دار كتبه، وشرحه لإسماعيل بن أحمد التجيبي من أدباء القرن الخامس للهجرة، فعني بنسخه وتصحيحه وطبعه، على أن هذا «المختار» لا يشتمل على كثير من شعر بشار؛ لما فيه من المقارنات بين كلامه وكلام القدماء والمحدثين، وإنما فيه أبيات للشاعر لا توجد في غيره من الكتب.
ونشر محمد الطاهر بن عاشور شيخ جامع الزيتونة الأعظم في تونس جزأين من شعر بشار عن مخطوطة في خزانة كتبه مرتبة أبياته على الحروف، وينتهي الجزء الأول بقافية «الباء»، والثاني بقافية «الدال»، وطبع الجزءان في مصر سنة «1950 و1954»، وينتظر أن يظهر الجزء الثالث؛ لأن المخطوطة تشتمل على نصف الديوان كما يقول الناشر، وفيها معظم قافية «الراء»، وجمع ما وجده في كتب الأدب مما نسب إلى بشار ما يقارب ألف بيت. وأما عدد أبيات المخطوطة فستة آلاف وستمائة وثمانية وعشرون بيتا، باعتبار أبيات الرجز مشطورة. (7-2) ميزته
أتيح لبشار أن يملك الشعر من ناحيتيه؛ العبقرية والفن، فهو من حيث الأولى شاعر قوي الطبع، متوقد النفس، يدعو القوافي فتستكين إليه سلسة القياد، ومن حيث الثانية شاعر مرهف الإحساس بالجمال الفني، يتصرف في الألفاظ والتعابير، فيأتي بها طريفة دقيقة المدلول ، مزدانة منتقاة.
صفحه نامشخص