ادبای عرب در عصر عباسی
أدباء العرب في الأعصر العباسية
ژانرها
إن من لا أعزه
لعزيز جوابه
على أن هذا التمحل لا يستر ضعف البحتري وتقصيره عن ابن الرومي في الهجو. وكان ابن الرومي يعرف ذلك فيه، فقد ذكر المرزباني في موشحه أنهما اجتمعا مرة، وكان اجتماعهما سببا للمودة بينهما، فقال البحتري: «عزمت على أن أعمل قصيدة في الهجاء.» فقال له ابن الرومي: «إياك والهجاء يا أبا عبادة، فليس من عملك وهو من عملي.» فقال له: «نتعاون.» وعمل البحتري ثلاثة أبيات، وعمل ابن الرومي ثمانية، فلم يلحقه في صنعه.
ولكن البحتري كان يهاجم الشعراء المغمورين فيهجوهم غير خائف شرهم. وصب أكثر هجائه على الطبقة العالية من الناس، حتى إنه هجا أربعين رئيسا من الذين مدحهم وأخذ جوائزهم؛ منهم خلفاء ووزراء وقواد وكتاب وقضاة وولاة ومن جرى مجراهم من الكبراء.
وهو في هجائه فاحش متعهر، بذيء الألفاظ، يجعل مهجويه على الغالب مخنثين فاقدي النخوة والحياء. ولم يجد له صاحب الأغاني غير قصيدتين جيدتين في الهجو إحداهما في أبي قماش، والثانية في يعقوب بن الفرج النصراني. والأولى فيها شيء من مذهبه في الوصف والتصوير، ولكنها لا تجعل منه شاعرا هجاء على كل حال.
ما أدرك عليه
قال الآمدي في موازنته بين الطائيين: «وما رأيت شيئا مما عيب به أبو تمام إلا وجدت في شعر البحتري مثله. إلا أنه في شعر أبي تمام كثير، وفي شعر البحتري قليل.» وقد صدق الآمدي، وإن يكن تعصبه على أبي تمام لا يحتاج إلى دليل، فالبحتري وقع في مثل ما وقع فيه أستاذه، فروي له شعر مسروق جعله ابن أبي طاهر ستمائة بيت منها مائة مسروقة من شعر أبي تمام. وسواء صح هذا العدد كله أو بعضه فالأستاذ فاق بالسرقة تلميذه. وخصوصا إذا نظرنا إلى ما ترك أبو عبادة من الشعر الكثير الذي يبلغ ضعفي شعر أبي تمام، ثم إلى المعاني المشتركة التي سرقوه إياها وهي لا يستقل بها شاعر دون آخر، فمما أخذه من أبي تمام وحسنه قوله:
ولو أن مشتاقا تكلف غير ما
في وسعه لسعى إليك المنبر
وقال أبو تمام:
صفحه نامشخص