وبعد هذا ينبغى أن نبحث عن الأشياء النافعة فى الجنس والخاصة. وهذه الأشياء اسطقسات للأشياء النافعة فى الحدود. والبحث عن هذه بعينها فقلما يستعمله الجدليون. فإن وضع جنس شىء من الأشياء، فينبغى أولا أن ننظر فى جميع الأشياء المجانسة للشىء الموصوف: هل يوجد شىء منها لا يحمل عليه ذلك الجنس، كالحال فى العرض؟ — مثال ذلك: إن وضع الخير جنسا للذة، فينبغى أن ننظر إن كانت لذة ما ليست بخير. وذلك أن الأمر إن كان كذا، فمن البين أن الخير ليس بجنس للذةن لأن الجنس يحمل على جميع الأشياء التى تحت نوع واحد بعينه. — وأيضا ينبغى أن ننظر إن كان لا يحمل من طريق ما هو، لكن يحمل بمنزلة العرض، كما يحمل الأبيض على الثلج، والمتحرك من ذاته على النفس، وذلك أنه ليس الأبيض ذاتا للثلج، ولا المتحرك من ذاته ذاتا للنفس؛ وإنما يعرض للنفس أن تتحرك كما يعرض للحى مرارا أن يمشى وأن يكون شيئا ماشيا. وأيضا فإن المتحرك يشبه أن يكون ليس يدل على ما الشىء، بل على الفاعل والمفعول؛ وكذلك الأبيض ليس يدل على ما هو الثلج، لكن يدل على أى شىء هو. فليس يحمل واحد منها إذن من طريق ما الشىء، والجنس يحمل من طريق ما الشىء.
وينبغى أن ننظر خاصة فى تحديد العرض إن كان ينطبق على الجنس الموصوف — مثال ذلك الأشياء التى ذكرناها الآن أيضا. وذلك أنه قد يمكن أن يكون شىء يحرك نفسه وأن لا يحركها؛ وكذلك يمكن أن يكون شىء أبيض وألا يكون. فليس واحد منهما إذا جنسا، لكن عرضا. لأنا قد كنا قلنا إن العرض هو الذى يمكن أن يوجد لشىء وألا يوجد.
صفحه ۵۵۳