ودرسًا في أصول الفقه؛ تارة في "اللمع" لأبي إسحاق، وتارة في "المنتخب" لفخر الدين الرازي، ودرسًا في أسماء الرجال، ودرسًا في أصول الدين" (١).
قال: "وكنتُ أعلِّق جميع ما يتعلق بها؛ من شرح مُشْكِل، ووضوح عبارة، وضبط لغة".
قال: "وبارك الله لي في وقتي، واشتغالي، وأعانني عليه" (٢).
قال: "وخطر لي الاشتغال بعلم الطب، فاشتريتُ كتاب
_________
(١) المذكور أحد عشر درسًا فقط! وكذا نقله عنه: الذهي في "تاريخ الإسلام" (ورقة ٥٧٥)، و"تذكرة الحفاظ" (٤/ ١٤٧٠)، والسخاوي في "ترجمة الإمام النووي" (ص٦)، والسيوطي في "المنهاج السوي" (لوحة٥/ أ- ب)، وابن العماد في "شذرات الذهب" (٥/ ٣٥٥)، وجميع المعاصرين الذين ترجموا له!
(٢) عقَّبَ الشيخ عبد الغني الدَّقْر في كتابه "الإمام النووي" (ص ٣٤) على ما ذكره المصنف بقوله: "اثنا عشر درسًا يقرؤها على المشايخ كل يوم شرحًا وتصحيحًا، ويعلق ما يتعلق بها من شرح مشكل، وإيضاح عبارة، وضبط لغة، تحتاج كل يوم بلى اثنتي عشرة ساعة على أقل تقدير، وتحتاج إلى مراجعة ما يجب أن يراجع، وحفظ ما يجب أن يُحفظ -بأدنى التقدير- إلى اثنتي عشرة ساعة، فهذه أربع وعشرون ساعة، فمتى ينام؟! ومتى يأكل؟! ومتى يقوم بعبادته؟! ومتى يتهجد في ليله؟! ومعروف أنه سباق بلى الطاعات والعبادات ... متي يكون هذا كله وهو محتاج في دراسته ومراجعته إلى أربع وعشرين ساعة في اليوم والليل!
هنا يبدو إكرام الله إياه، وتفضله عليه، وذلك بأن بارك الله له في وقته، فمنحه القدرة على أن ينتج في يوم ما ينتج غيره في يومين، وفي سنة ما ينتج غيره في سنتين، وبهذا نفسِّر هذه الوثبة الهائلة التي جعلت منه في نحو عشر سنوات عالمًا في درجة كبار علماء عصره، ثم جعلت منه إمام عصره، كما نفسر هذه الكثرة الهائلة من مؤلَّفاته المتقنة الرائعة في فترة لا تتجاوز خمسًا وعشرين سنة، هي كل عمره في العلم تعلُّمًا وتعليمًا وتأليفًا). انتهى.
1 / 50