شيركوه أيضا قبله بالقاهرة فى يوم السبت ثالث عشر جمادى الآخرة سنة أربع وستين وخمسمائة ثم نقلوهما إلى المدينة الشريفة على ساكنها أفضل الصلاة والسلام.
(وذلك) بوصية منهما إلى الملك الناصر صلاح الدين يوسف ودفنا بقرب الحجرة الشريفة ومات الملك الناصر هذا بدمشق فى صفر سنة تسع وثمانين وخمسمائة ودفن بتربة الكلاسة رحمة الله عليه فإنه كان ملكا جليلا ملك بسيفه من اليمن إلى الموصل ومن طرابلس الغرب إلى النوبة وقاتل الأفرنج وفتح الفتوحات الجليلة (قيل) إن الذى أخذه من يد الإفرنج من الحصون والمدن مائة وسبعون وكان مدة مملكته أربعا وعشرين سنة.
مآثر الملك الناصر صلاح الدين:
وكان ملكا كريما حليما حسن الأخلاق متواضعا غير متكبر.
وكان يجل أهل العلم والقضاة، والعلماء والفقراء ويسمع الحديث النبوى كثيرا حتى سمعه فى رمضان فى القتال وأسمعه، وعمر البيمارستان العتيق بالقاهرة، وأخذ دار سعيد السعداء وعمرها خانقاه، وأخذ حبس المعونة بمصر وجعله مدرسة وعمر بجامع عمرو بن العاص بمصر زاويتين إحداهما للشافعية والأخرى للمالكية وتعرف الآن بالخشابية.
وأنشأ بالقرب من الإمام الشافعى مدرسة وبالقدس مدرسة.
وأنشأ قلعة الجبل وأنشأ السور الدائر على القاهرة بالحجر.
وأنشأ أربعين قنطرة بالجيزة بالجسر الذى يتوصل منه إلى الأهرام وغير ذلك وكتب ربعة بخطه وأوقفها بالخانقاه المعروفة بسعيد السعداء،
صفحه ۴۵