Topics Suitable for Sermons and Preaching

Muhammad ibn Abd al-Rahman ibn Qasim d. 1421 AH
144

Topics Suitable for Sermons and Preaching

موضوعات صالحة للخطب والوعظ

ژانرها

ومن الشكر أن تظهر على المرء آثار النعمة، فالله يحب من عبده أن يرى أثر نعمته عليه، فإن ذلك شكرها بلسان الحال، وفي صحيفة عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، عن النبي ﷺ قال: «كلوا، واشربوا، وتصدقوا في غير مخيلة ولا سرف، فإن الله يحب أن يرى أثر نعمته على عبده» . والشكر يكون على المحاب: من الأكل، والشرب، والكساء، والهداية، وغير ذلك، وقد بين النبي ﷺ مواطن الشكر ومناسباته، فمنها ما روى سهيل بن أبي صالح، عن أبيه، عن أبي هريرة ﵁ قال: «دعا رجل من الأنصار من أهل قبا النبي ﷺ فانطلقنا معه، فلما طعم وغسل يديه قال: الحمد لله الذي يُطعم ولا يُطْعَم، من علينا فهدانا، وأطعمنا وسقانا، وكل بلاء حسن أبلانا. الحمد لله غير مودع ربي ولا مكافأٍ ولا مكفور ولا مستغنى عنه. الحمد لله الذي أطعم من الطعام، وسقى من الشراب، وكسى من العري، وهدى من الضلالة، وبصر من العمى، وفضل على كثير ممن خلق تفضيلا. الحمد لله رب العالمين» وفي صحيح مسلم عن النبي ﷺ أنه قال: «إن الله ليرضى عن العبد يأكل الأكلة فيحمده عليها، ويشرب الشربة فيحمده عليها» فكان هذا الجزاء العظيم الذي هو أكبر أنواع الجزاء (الرضوان) في مقابلة شكره بالحمد. وقال ﵊: «ما أنعم الله على عبد نعمة في أهل ولا مال ولا ولد فيقول ما شاء الله لا قوة إلا بالله فيرى فيه آفة دون الموت» وكان ﷺ: «إذا أخبر بأمر يسره خر ساجدًا لله ﷿» . وعلى كل حاسة وجارحة شكر ما أعطيت من النعم قيل لأبي حازم: ما شكر العينين يا أبا حازم؟ قال: إن رأيت بهما خيرًا

1 / 150