قال في القانون: كلام كلي في العصب والعضل والوتر والرباطات لما كانت الحركة الإرادية إنما تتم للأعضاء بقوة تفيض إليها من الدماغ بواسطة العصب وكان العصب لا يحسن اتصاله بالعظام التي هي بالحقيقة أصول الأعضاء المتحركة في الحركة لأن العظام صلبة والعصب لطيف لطف الخالق فأنبت من العظام شيئا شبيها بالعصب يسمى عقبا ورباطا على كل حال دقيقا لا يبلى زيادة حجة وأصلا إلى الأعضاء مبلغا تغذيه وكان حجمه عند منبته وتشعبه في الأعضاء غلظا بتنفيس الجرم الملتئيم منه ومن الرباط ليغاملا خلله لحما وتغشيته غشا وتوسيطه عمودا كالمجوف من جوهر العصب وليفهما واللحم الحاشي والغشا المجلل وهو العضلة وهي التي إذا تقلصت جذبت الوتر المتيم من الرباط والعصب النافذ منها إلى جانب العضو فيتشنج العضو، وإذا انتشطت استرخى الوتر فيباعد العضو.
قال بعضهم: وجميع عصب البدن ثمانية وثلاثون زوجا وفرد لا أخ له، سبعة أزواج تنبت من الدماغ، وثمانية أزواج تنبت من فقار الرقبة، واثنا عشر زوجا تنبت من فقار الصدر، وخمسة أزواج عصب فقار البطن، والعجز ثلاثة أزواج، والعصعص ثلاثة أزواج وفرد لا أخ له.
وفي القانون: جميع عضل البدن خمسمائة وتسع وعشرون عضلة. وقال صاحب القانون: سائر العضلات نجم الجسد وتركيبها من اللحم والعصب والأوتار والرباطات، ومنفعتها أن تحرك الأعضاء بمعاونة الأوتار لها، وأن تكسوا العظام وتحقن الحرارة الغريزية في الجسد.
صفحه ۴۰