ويلبس بصفة مستمرة حذاء مرقعا، ويقول إنه صلب صلابة القرون. (12)
وعندما يستيقظ من نومه يكنس البيت (ويرتبه)، وينفض الحشرات من الفرش. (13)
وإذا جلس شمر ثوبه البالي الذي لا يلبس شيئا غيره.
الفصل الثالث والعشرون
الفشار
(1)
من الواضح أن الفشر يبدو كنوع من التمويه (أو الادعاء) بوجود مزايا «لا يملكها المرء». أما الفشار فهو ذلك الشخص: (2)
الذي يقف على رصيف الميناء، ويحكي للأجانب عن المبالغ المالية الضخمة التي يستثمرها في البحر. وهو يصف بدقة شديدة حجم الفوائد التي يحصلها (من التجارة البحرية)، وكم كسب وكم خسر (بالتفصيل). وبينما يملأ فمه بهذا الكلام، يرسل خادمه (أو عبده) إلى المصرف، حيث يبلغ حسابه «دراخمة» واحدة. (3)
وهو يستطيع أن يضحك على ذقن شخص يصحبه (في سيره) على الطريق؛ إذ يروي له كيف شارك في حروب الإسكندر (الأكبر)، وكيف وقف معه، «كما يحكي له» عن عدد الأكواب المزينة بالأحجار الكريمة التي جلبها معه عند عودته إلى بلده، ثم يؤكد أن الصناع الحرفيين في آسيا أفضل من الصناع في أوروبا، مع العلم بأنه لم يغادر مدينته أبدا. (4)
ويدعي أنه تلقى ثلاثة خطابات من «أنتيباتروس» يدعوه فيها للحضور إلى مقدونيا، ومع أنه قد حصل منهم على إعفاء من الضرائب الجمركية (التي تحصل) على تصدير الخشب، فقد رفض «استيراده» حتى لا يشهر به أحد، و«على المقدونيين أن يكونوا أحكم من هذا». (5)
صفحه نامشخص