9

غاية المنوة في آداب الصحبة وحقوق الأخوة

غاية المنوة في آداب الصحبة وحقوق الأخوة

ناشر

دار الصديق للنشر والتوزيع

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٠ هـ - ٢٠٠٩ م

ژانرها

مثل الخطأ بقول القائل: (صحب النجم ...) و(صحب الكون ...)، ولا يريد بقوله - هذا - عدم جواز قول القائل: (صحبت الدهر) و(صحبت الصبر) و(صحبت الليل)، فهذا كله جائز لأن المتكلم آدمي، وهذا لا يخالف قول الراغب الأصفهاني؛ فإن مراده متعلق بالطرف الثاني - وهو المفعول به _، فأشار إلى إطلاقه؛ كقول القائل: (صحبت كلبًا) أو (صحبت هذا المكان) - والله تعالى أعلم _. أما الفرق بين الصحبة وبين ما رادفها من ألفاظ - كالصداقة والأخوة والرفقة والخلة _؛ فقد ضبط ذلك أهل اللغة في دواوينهم: فأما الصداقة؛ فهي: صدق الاعتقاد في المودة، وذلك مختص بالإنسان دون غيره، وكما قيل: إنما سمي الصديق صديقًا لصدقه، والعدو عدوا لعدوه عليك. وقد ذكر ابن حزم في كتابه «الأخلاق والسير» حد الصداقة، فقال: «هو أن يكون المرء يسوءه ما يسوء الآخر، ويسره ما يسره، فما سفل عن هذا فليس صديقًا، ومن حمل هذه الصفة فهو صديق، وقد يكون المرء صديقًا لمن ليس

1 / 16