The Shia and Correction

Musa al-Musawi d. 1395 AH
139

The Shia and Correction

الشيعة والتصحيح

ژانرها

الرجعة هناك موضوعان يحتلان موقعًا صغيرًا في عقيدة الشيعة الإمامية ولا أثر لهما في الحياة الشيعية الاجتماعية والفكرية اللهم إلا أنهما يثيران الجدل والبحث حول المذهب كلما أراد قوم أن لا يترك صغيرة أو كبيرة من الفجوات إلا وقد أحصاها إنهما الرجعة والبداء وقد كنا نود أن نغفل هذين البحثين في كتاب التصحيح ولكن رأيت من الأفضل أن نفرد لكل بحث منهما فصلًا خاصًا به بصورة مقتضبة ولا سيما بعد أن كثرت الكتابات وانتشرت المقالات حول المذهب الشيعي في الآونة الأخيرة وسلطت الأقلام والصحف الضوء على الشيعة ومذهبها وما ينتسب إليها، فكما قلنا فإن موضوعي الرجعة والبداء وإن كانا لا يحتلان الموقع الهام والأساسي في العقيدة الشيعية حتى أن بعض أعلام المذهب فنّدوا الفكرتين وأن الأكثرية الساحقة من الشيعة لا تعرف شيئًا عنهما ولا تدرك مغزاهما لا سيما فكرة البداء وما يحيط بها من جدل عقلي أثاره بعض أعلام الشيعة في مؤلفاتهم إلا أن هناك كتب أُلِّفَت في الموضوعين وتبناهما بعض الأعلام أيضًا ولكن الأدهى من كل هذا أن فكرتي " الرجعة " و" البداء " وردتا في الزيارات التي تقرؤها الشيعة أمام مشاهد وقبور أئمتها في كل صباح ومساء ولم يحدث قط أن الزعامات المذهبية العليا المسيطرة على قلوب وعقول الشيعة اعترضت على هذه الجمل والعبارات أو طلبت حذف هذه المضامين من الزيارات تلك أو فندت محتواها في حين أن بعض تلك الزعامات كان يبدي امتعاضًا أو إنكارًا لفكرة الرجعة والبداء في مجالسه الخاصة ولكنه لم يبد الرأي فيهما علنًا ولذلك رأيت أن الواجب يملي عليَّ أن أكمل كتاب التصحيح بالرجعة والبداء وأبدأ بأولاها. تعني الرجعة في المذهب الشيعي: أن أئمة الشيعة مبتدئًا بالإمام " علي " ومنتهيًا بالحسن العسكري الذي هو الإمام الحادي عشر عند الشيعة الإمامية سيرجعون إلى هذه الدنيا ليحكموا المجتمع الذي أرسى قواعده بالعدل والقسط الإمام " المهدي " الذي يظهر قبل رجعة الأئمة ويملأ الأرض قسطًا وعدلًا ويمهد الطريق لرجعة أجداده وتسلمهم الحكم وإن كل واحد من الأئمة حسب التسلسل الموجود في إمامتهم سيحكم الأرض ردحًا من الزمن ثم يتوفى مرةً أخرى ليخلفه ابنه في الحكم حتى ينتهي إلى " الحسن العسكري " وسيكون بعد

1 / 141