295

The Origin and Development of Ilm al-Rijal from the First to the Ninth Century

علم الرجال نشأته وتطوره من القرن الأول إلى نهاية القرن التاسع

ویرایشگر

-

ناشر

دار الهجرة للنشر والتوزيع،الرياض

ویراست

الأولى

سال انتشار

١٤١٧هـ/١٩٩٦م

محل انتشار

المملكة العربية السعودية

ژانرها

غيرهم من الطوائف الذين ليس لهم من هذا العلم نصيب.
خامسًا: نظرًا لما للصحابة من مكانة ولعظم منزلتهم في الأمة فقد اعتنى العلماء بأخبارهم وأحوالهم وبيان مكانتهم، وجمع مروياتهم، فألفوا في ذلك كتبًا كثيرة متنوعة، منها كتب معرفة الصحابة، وكتب الطبقات، وفي كتب التواريخ، وكتب الفضائل، وكتب المسانيد وغيرها.
ولا غرابة في ذلك فهم صفوة الخلق بعد الأنبياء والرسل وقد اختارهم الله ﷿ لصحبة خير الخلق محمد رسول الله ﷺ وزكاهم الله ورسوله وأجمعت الأمة على أفضليتهم وخيريتهم، فلم يخالف في ذلك إلا فروخ اليهود وأذنابهم من الروافض والباطنيين الذين هم مرتدون عن دين الإسلام بإجماع الأمة، وهؤلاء لا يعتد بخلافهم ولا ينظر إليه، والصحابة هم نقلة الدين عن رسول الله ﷺ وهم صلة الأمة برسولها، وكانوا أمناء في التحمل والأداء عن رسول الله ﷺ، ولا طريق للأمة لمعرفة ما جاء به رسول الله ﷺ من الهدى ودين الحق إلا هم، فمن طعن فيهم إنما أراد الطعن في هذا الدين كما قال الإمام أبو زرعة الرازي (ت ٢٦٤ هـ): "إذا رأيت الرجل ينتقص أحدًا من أصحاب رسول الله فاعلم أنه زنديق، وذلك أن الرسول عندنا حق والقرآن حق، وإنما أدى إلينا هذا القرآن والسنن أصحاب رسول الله ﷺ، وإنما يريد هؤلاء أن يجرحوا شهودنا ليبطلوا الكتاب والسنة، الجرح بهم أولى وهم زنادقة".
سادسًا: إن مدارس العلم ومراكزه الأولى تأسست على أيدي أصحاب رسول الله ﷺ في وقت مبكر، حيث كان عبد الله بن

1 / 357