The Lesser Art of Virtue and The Greater Art of Virtue
الأدب الصغير والأدب الكبير
ناشر
دار صادر
محل انتشار
بيروت
ژانرها
لا يستوعبان حاجاتك، وإن دأبت١ فيهما، وأن ليس لك إلى إدامة الدأب فيهما سبيل، مع حاجة جسدك إلى نصيبه منهما، فأحسن قسمتهما بين عملك، ودعتك.
وأعلم أن ما شغلت من رأيك بغير المهم، أزرى بك في المهم، وما صرفت من مالك في الباطل، فقدته حين تريده للحق، وما عدلت به من كرامتك إلى أهل النقص، أضر بك في العجز عن أهل الفضل، وما شغلت من ليلك ونهارك في غير الحاجة، أزرى بك عند الحاجة منك إليه.
إياك والإفراط في الغضب:
اعلم أن من الناس ناسًا كثيرًا يبلغ من أحدهم الغضب، إذا غضب، أن يحمله ذلك على الكلوح٢ والقطوب٣ في وجه غير من أغضبه، وسوء اللفظ لمن لا ذنب له، والعقوبة لمن لم يكن يهم بمعاقبته، وشدة المعاقبة باللسان واليد لمن لم يكن يريد به إلا دون ذلك، ثم يبلغ به الرضى، إذا رضي، أن يتبرع بالأمر ذي الخطر٤ لمن ليس بمنزلة ذلك عنده، ويعطي من لم يكن يريد إعطاءه، ويكرم من لم يرد إكرامه، ولا حق له، ولا مودة عنده
١ دأب الرجل في عمله: جدَّ، وتعب، واستمر عليه. ٢ الكلوح: التكشر في عبوس. ٣ القطوب: أن يزوي المرء ما بين عينيه. ٤ يتبرع: يعطي من غير سؤال. الأمر ذو الخطر: العظيم الرفيع الشأن.
1 / 72