The Lesser Art of Virtue and The Greater Art of Virtue

ابن مقفع d. 139 AH
62

The Lesser Art of Virtue and The Greater Art of Virtue

الأدب الصغير والأدب الكبير

ناشر

دار صادر

محل انتشار

بيروت

ژانرها

اعرف الفضل في أهل الدين والمروءة في كل كورة١، وقرية، وقبيلة، فيكونوا هم إخوانك وأعوانك وأخدانك وأصفياءك وبطانتك٢ وثقاتك وخلطاءك، ولا تقذفن في روعك٣ أنك إن استشرت الرجال ظهر للناس منك الحاجة إلى رأي غيرك، فإنك لست تريد الرأي للافتخار به، ولكنما تريده للانتفاع به، ولو أنك مع ذلك أردت الذكر، كان أحسن الذكرين، وأفضلهما عند أهل الفضل، والعقل، أن يقال: لا يتفرد برأيه دون استشارة ذوي الرأي، إنك إن تلتمس رضى جميع الناس، تلتمس ما لا يدرك. وكيف يتفق لك رأي المختلفين، وما حاجتك إلى رضى من رضاه الجور، وإلى موافقة من موافقته الضلالة والجهالة؟، فعليك بالتماس رضى الأخيار منهم وذوي العقل، فإنك متى تصب ذلك تضع عنك مؤونة ما سواه. ما ينبغي للسلطان نحو رعيته: لا تمكن أهل البلاء الحسن عندك، من التدلل٤ عليك، ولا تمكنن من سواهم من الاجتراء عليهم، والعيب لهم. لتعرف رعيتك أبوابك التي لا ينال ما عندك من الخير إلا

١ الكورة: البقعة التي تجتمع فيها المساكن والقرى. ٢ بطانة الرجل: أهله، وخاصته، والذين يشاورهم في أموره. ٣ الروع: القلب، والذهن. ٤ البلاء: الاختبار. تدلل عليه: أظهر الجرأة إيهاما بالمخالفة، وليس في نفسه خلاف.

1 / 70