49

The Lesser Art of Virtue and The Greater Art of Virtue

الأدب الصغير والأدب الكبير

ناشر

دار صادر

محل انتشار

بيروت

ژانرها

والكريم يمنح الرجل مودته عن لقية واحدة، أو معرفة يوم، واللئيم لا يصل أحدًا إلا عن رغبة أو رهبة. فإن أهل الدنيا يتعاطون فيما بينهم أمرين، ويتوطأون عليهما: ذات النفس، وذات اليد١. فأما المتبادلون ذات اليد، فهم المتعاونون المستمتعون، الذين يلتمس بعضهم الانتفاع ببعض مناجزة ومكايلة. المال كل شيء: ما التبع، والأعوان، والصديق، والحشم، إلا للمال، ولا يظهر المروءة إلا المال، ولا الرأي، ولا القوة إلا بالمال. ومن لا إخوان له فلا أهل له، ومن لا أولاد له، فلا ذكر له، ومن لا عقل له، فلا دنيا له، ولا آخرة، ومن لا مال له، فلا شيء له. الفقر مجمعة للبلايا: والفقر داعية إلى صاحبه مقت الناس، وهو مسلبة للعقل والمروءة، ومذهبة للعلم والأدب، ومعدن للتهمة، ومجمعة للبلايا. ومن نزل به الفقر والفاقة لم يجد بدًا من ترك الحياء، ومن ذهب حياؤه ذهب سروره. ومن ذهب سروره مُقِتَ، ومن

١ ذات النفس: آراؤهم ونصحهم، وما تكنه نفوسهم. ذات اليد: ما ملكت أيديهم.

1 / 55