91

The Guide and the Guided

الهادي والمهتدي

ناشر

(بدون ناشر) (طُبع على نفقة رجل الأعمال الشيخ جمعان بن حسن الزهراني)

شماره نسخه

الأولى

سال انتشار

١٤٣٧ هـ - ٢٠١٥ م

ژانرها

عمر بين الحياة والموت: حج عمر ﵁ بالناس عشر سنين متوالية، ثم صدر إلى المدينة، ليتلقى طعنة من يد آثمة ملعونة، لقد كان الحدث فاجعة كبرى، خاف المسلمون أن يسترد ملوك الفرس والروم قوتهم بفقد المؤمنين أميرهم، فاجتمعوا في خلوة عن عمر ﵁، وفكروا في الأمر، وحداهم الأمل أن يستخلف عليهم. فعادوا وقالوا له: "أوصنا يا أمير المؤمنين، قال: أوصيكم بالقرآن فتمسكوا به، فبه هدى اللهُ نبيّكم وهداكم من بعده، وفيه نجاتكم. قالوا: أوصنا، قال: أوصيكم بالمهاجرين والانصار وذكر فضلهم. قالوا: أوصنا، قال: أوصيكم بالعرب فإنهم مادة الاسلام. قالوا: أوصنا، قال: اوصيكم بذمتكم فإنهم ذمة نبيكم وقوت عيالكم (١). قالوا: أوصنا، قال: قوموا عني وإلا قمت عنكم. فلما رآه أصحاب رسول الله ﷺ لا يذكر أحدا للخلافة، ابتدأ ابن عباس ﵁ يسأله الاستخلاف، وافتتح الكلام، فقال عمر ﵁: "قد توليتها حياتي، واجتهدت لكم رأيي، ونصحت لكم جهدي، ومنعت نفسي وأهلي، وأرجو أن أنجو منها كَفافا لا عليّ ولا لي"، فأَثْنَوا، وابتدأ علي ﵁ يبشره عن رسول الله ﷺ بالجنة، وقال له: وأشار الى ابن عباس يشهد على رسول الله ﷺ بمثل ما شهدتُ، وسأله غيرهما الاستخلاف، فقال: "ما أحب أن أتحملها حيا وميتا"، قالوا: بل تفعل، ولك في ذلك الأجر، انظر يا أمير المؤمنين لأمة محمد ﷺ، فقال: دلوني على من أستخلف، فقال له المغيرة: أنا أدلك عليه: عبد الله بن عمر، فقال له عمر: والله ما أردت بذلك الله، فقال له ابن عباس: يا أمير المؤمنين، وما يمنعك من إخوانك، وأشار إلى عليّ، وعثمان، وعبد الرحمن، وتلك الجماعة ﵃، فقال عمر: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني - يعني أبابكر ﵁ - وإن أترك فقد ترك من هو خير مني - يعني رسول الله ﷺ - ثم قال: هي في واحد من هؤلاء الستة: الذين شهد لهم رسول الله ﷺ بالجنة، وقبض وهو عنهم راض: علي، وعثمان ابنا عبد مناف، وسعد وعبد الرحمن خالا رسول

(١) يريد أهل الذمة من اليهود والنصارى، الذين آثروا دفع الجزية على الدخول في الإسلام، والمراد بقوت العيال ما يؤخذ من الجزية مقابل الرعاية والحماية.

1 / 95