انقلاب اسلام و قهرمان پیامبران: ابوالقاسم محمد بن عبدالله
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
ژانرها
وكان الأفضل لهؤلاء القضاة أن يحكموا بالدية أو بالغرامة؛ لأن دفع المال أو تسليم الإبل أقل ضررا مهما بلغ من القتل وبتر الأعضاء، وقد عرضوا على امرئ القيس دية أبيه فأبى، وقد أدت روح العدل إلى إنشاء الجماعات لحماية الأفراد الضعفاء، لحفظ النظام وحماية التجارة؛ كحلف الفضول الذي ألفه جماعة كل منهم اسمه فضل، ولهذا الحلف أخبار كثيرة في النثر والشعر، وقد حضره الرسول وافتخر به.
8
انفردت مكة بأن كانت بملتقى الطرق إلى الشام والعراق وإيران شمالا، واليمن والحبشة ومصر جنوبا. ومن يرد الرجوع إلى مصادر مطولة في تاريخ مكة وشأنها قبل الإسلام ومكانتها التاريخية، يجد غايته في مؤلفات كوسان دي برسيفال وموير والآلوسي والأزرقي.
وقد أفادت قبيلة قريش - التي أقامت في مكة - من أسفارها فاتصل رجال منها بالحضارة اليونانية والرومانية في المدن الشامية وغيرها، وقد ارتفعوا بثقافتهم النسبية على مستوى الحياة البدوية قليلا، وعلى أهل يثرب الذين ما زالوا في الطور الزراعي محتفظين بفضائل وغرائز تجرد عنها أهل مكة الذين ينتسبون إلى القبائل البدوية، إلا أنهم استقروا في بلدهم وعاشوا في بيئة شبه صناعية-تجارية، وتعودوا الأسفار ذات الشمال وذات الجنوب شرقا وغربا، واستخدموا إبلهم وهي سفائن الصحراء في نقل البضائع والمتاجر إلى سائر الجهات.
وكانت قلة منهم يقرءون ويكتبون وإن لم يخرجوا عن طور الأمية إلى طور التعليم الأولي؛ ولذا وصفهم معاصروهم وجيرانهم من اليهود بأنهم أميون حكما على الكثرة الغالبية.
أما اليهود والنصارى فكانوا يقرءون التوراة والإنجيل وينقلون عنهما ما شاءوا كورقة بن نوفل أحد أصهار النبي، وكان راهبا أو شبه راهب، يتعيش من نسخ النصوص الدينية للكتابيين.
أما القرشيون
9
داخل أم القرى، فهم بنو كعب بن لؤي، وعلى مقربة من المدينة بنو عامر بن لؤي، وأخص أهل البلد هم المطيبون والأحلاف. أما المطيبون فكانوا أقدم السكان أو أعيان البلدة، والأحلاف هم القادمون لعهد قريب يريدون الإقامة، وكان اسم «المطيبون» يطلق على الأصلاء في كل بلد، كالطائف والحيرة؛ تمييزا لهم عن الأحلاف الذين لم تستقر أقدامهم، ولم يكسبوا حقوق المدينة أو حرية الإقامة فيها، وأصله أنهم طيبوا الكعبة بالعطور.
فالجامعة المكية كانت إيلافا من الأسباط
صفحه نامشخص