انقلاب اسلام و قهرمان پیامبران: ابوالقاسم محمد بن عبدالله
ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله
ژانرها
ولما طغت جرهم في الحرم دخل رجل منهم وامرأة - يقال لهما إساف ونائلة - البيت ففجرا فيه فمسخهما الله حجرين
3
فأخرجا من الكعبة فنصبا على الصفا والمروة ليعتبر بهما من رآهما، وليزدجر الناس عن مثل ما ارتكبا، فلم يزل أمرهما يدرس ويتقادم حتى صارا صنمين يعبدان بأمر عمرو بن لحي!
ثم حولهما قصي بن كلاب بعد ذلك فوضعهما يذبح عندهما وجاه الكعبة عند موضع زمزم. ولم يزالا يعبدان حتى كان يوم الفتح فكسرا فيما كسر من الأصنام، ولا يزال بعضهما عتبات المساجد.
أما سبب زوال جرهم فهو أنهم استحلوا من الحرام أمورا عظاما ونالوا ما لم يكونوا ينالون، واستخفوا بحرمة الحرم وأكلوا مال الكعبة الذي يهدى إليها سرا وعلانية، وكلما عدا سفيه منهم على منكر وجد من أشرافهم من يمنعه ويدفع عنه، وظلموا من دخلها من غير أهلها. ولما رأى مضاض بن عمرو ما تعمل جرهم في الحرم وما تسرق من مال الكعبة سرا وعلانية عمد إلى غزالين من ذهب كانا في الكعبة وأسياف قلعية فدفنها في موضع بئر زمزم وكان
4
ماؤها قد نضب وذهب؛ وذلك خوفا على الغزالين والأسياف من السرقة.
وفكر مضاض بن الحارث في حماية التجارة والدفاع عن الأجانب جلبا للغرباء والتجار، فقال في إحدى تلك الخطب:
وقروا حرم الله، ولا تظلموا من دخله وجاء معظما لحرماته، وآخر جاء بائعا لسلعته أو مرتغبا في جواركم.
وكان أساس الحياة في ذلك الوادي قبول الهجرة من القبائل القادمة من الجنوب، وتنبأت طريفة كاهنة اليمن لعمرو بن حارثة بخراب سد مأرب، فباع عمرو بن عامر أموالهم وسار هو وقومه من بلد إلى بلد يغلبون البلاد ويقهرونها إلى أن بلغوا مكة وأصحابها جرهم، وقد قهروا الناس وحازوا ولاية البيت على بني إسماعيل وقد حدث قبل القهر والاحتلال نوع من المفاوضة السياسية بين القبيلتين؛ فقد أرسل ثعلبة بن عمرو بن عامر إلى جرهم يقول (وكان أبوه قد مات أثناء الرحلة فحل محله في قيادة الهجرة): «يا قوم، إنا قد خرجنا من بلادنا فلم ننزل بلدا إلا فسح أهلها لنا وتزحزحوا عنا فنقيم معهم حتى نرسل روادنا فيرتادون لنا بلدا يحملنا، فأفسحوا لنا في بلادكم حتى نقيم قدر ما نستريح ونرسل روادنا إلى الشام وإلى الشرق فحينما، بلغنا أنه أمثل لحقنا به، وأرجو أن يكون مقامنا معكم يسيرا!»
صفحه نامشخص