انقلاب اسلام و قهرمان پیامبران: ابوالقاسم محمد بن عبدالله

محمد لطفی جمعه d. 1373 AH
151

انقلاب اسلام و قهرمان پیامبران: ابوالقاسم محمد بن عبدالله

ثورة الإسلام وبطل الأنبياء: أبو القاسم محمد بن عبد الله

ژانرها

فالإخاء والرفقة لا تعرض صورتهما للذهن إلا فيما له صلة بالحروب والسلاح، ولعل العربي الجاهلي لم يلق من عشيرته في أكثر الأحوال ما يحبب إليه الألفة والاجتماع. اسمع إلى شعر قريط بن أنيف:

لكن قومي وإن كانوا ذوي عدد

ليسوا من الشر في شيء وإن هانا

يجزون من ظلم أهل الظلم مغفرة

ومن إساءة أهل السوء إحسانا

كأن ربك لم يخلق لخشيته

سواهم من جميع الناس إنسانا

وهنا نلاحظ أن العصبية غير فضيلة الاجتماع؛ لأنها غريزة شبه حيوانية تقضي ضرورة الدفاع عن كيان الفرد، وهي في الكلاب والسنانير والذئاب، دع عنك القردة العليا (ص251، ج1، كتاب تسلسل الإنسان لشارلس داروين). أما فضيلة الاجتماع التي يكون بها الإنسان إنسانا، فقد كانت مجهولة منهم حتى دعاهم الله إليها بآية تفسح أمامهم آفاق الحياة؛ لأنها تقرير لمذهب عام يشمل الإنسانية كلها، ولا يقتصر على عرب الجزيرة.

يا أيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا (سورة الحجرات).

فهذا الشاعر الذي يندب حظه من تراخي قبيلته في معونته يمثل فريق الناقمين على النعرة القبلية التي لا تثمر شيئا، بيد أنهم وإن عجزوا عن نجدة أحدهم في الضيق، فهم يبادرون إلى البراءة منه إن شابتهم شائبة بسببه ولا يترددون في التخلص منه، ضاربين بعلاقة القرابة عرض الحائط، كما وقع للبراض بن قيس الكناني؛ فقد كان رجلا فاتكا خليعا يجني الجنايات على أهله فخلعه قومه وتبرءوا من صنيعه ففارقهم وقدم مكة فحالف حرب بن أمية

صفحه نامشخص