فأجاب رجب: طبعا، ولكنها مولعة بالفن أيضا.
فحذرته بسبابتها قائلة: لا تجعل مني موضوعا للسمر. - ويل لمن تحدثه نفسه بشيء من ذلك.
فتساءل أحمد نصر: تريدين أن تكوني ممثلة؟
فابتسمت دون معارضة فاستطرد: ولكن ...
فقاطعه رجب: اسكت يا رجعي. إن أشنع تهمة في عصرنا هي الرجعية.
وأمسك بأصبعيه ذقنها، فأمال وجهها إليه، ثم قال وهو يتفحصها باهتمام: دعيني أدرس وجهك. جميل، تضمر نظرته قوة خفية. بلحة مسكرة ذات نواة صلبة، ونظرة فتاة قاصر، ولكنها عند التقطيب تشع دهاء امرأة، أي دور يصلح لك؟ لعله دور الفتاة في سيناريو لغز البحيرة!
سألته باهتمام: ما دورها على وجه التحديد؟ - فتاة بدوية تحب صيادا ماكرا ممن يتخذون من الحب لهوا، يستهين بها أول الأمر، ولكنها تؤدبه وتمشيه على العجين. - هل أصلح له حقا؟ - إنما أنطق عن غريزة فنية يؤمن بها المنتجون والموزعون معا. لحظة من فضلك، زمي شفتيك، أريني كيف تقبلين. احذري الخجل، الخجل عدو فن التمثيل. أمام الجميع، قبلة حقيقية بكل معنى الكلمة، قبلة يجب أن يتحسن بعدها الموقف الدولي.
وطوقها بذراعيه القويتين الطويلتين، وتلاقت شفتاهما بقوة وحرارة في صمت سكتت فيه الأشياء حتى القرقرة، ثم صاح مصطفى راشد: هذه لمحة من المطلق الذي أرهق نفسي في البحث عنه.
وقال خالد عزوز بحماس متدفق: أيها السادة، أهنئكم. يجب أن نهنئ أنفسنا جميعا. يجب أن نحيي هذه اللحظة الحضارية الرائعة، والساعة يمكن أن نقول إن الفاشستية قد اندحرت تماما، وإن بديهيات إقليدس قد تلاشت، فتقبلي يا سناء - بلا ألقاب من الآن فصاعدا - إعجابي.
فقالت ليلى زيدان باسمة: دع لأحد غيرك الكلام إكراما لي.
صفحه نامشخص