سه مرد و یک زن
ثلاثة رجال وامرأة
ژانرها
وقالت له أخيرا: لماذا تتكلف هذا الأسلوب؟ أتراك خاب لك أمل؟
قال: آل نسيم يخيب لهم أمل؟! كلا، إنما يخيب أمل من يخيب فيه أملهم.
قالت: إنك تدوخني، فلماذا لا تتكلم كخلق الله؟!
قال: سمعا وطاعة، وسترين أني أقدر على هذا أيضا، وهاك مثالا، أظن أن القادم هو الدكتور. (وكان هذا صحيحا.)
وقال الدكتور لنسيم بعد أن سلم وعرف ما دعي له: ألا تصحبني؟
قال نسيم: كلا، بل تصعد وحدك، ولا تخف؛ فإني هنا.
فألقى إليه الطبيب نظرة مبتسمة، وصعد. •••
لو درت محاسن بما حاق براتب بك بعدها، لكان أول ما هو خليق أن يجري لها بخاطر أن الله قد انتقم لها من هذا الظلوم الشرس الطويل اللسان، ثم لكانت حرية أن تبتسم ويدركها عليه العطف وتقول: مسكين!
ذلك أن راتب بك انحدر ضحى نهار مشمس من أيام الربيع يزينه زهر حديقته، فلولا أن هذا مستحيل - في مصر على الأقل، وفي القاهرة على وجه أخص - لقلنا مع أبي تمام إنه كان يبدو - النهار لا راتب بك: «كأنما هو مقمر.»
وكان راتب بك يدير عصاه، وينفخ الدخان ووجهه إلى السماء، والسيجار الغليظ بين أصبعين من يده ليسا أقل غلظا، ولكنه لم يكن يشعر بالرضى المعتاد عن نفسه وعن الدنيا، وخيل إليه وهو يدخل في السيارة أن فطوره في هذا الصباح لم يكن مريئا، بل كان بشعا عسر الابتلاع، كأنما كان بغير إدام أو كان فيه حصى، وأن القهوة أيضا كانت لها زهومة، كأنما كانت قد خلطت بشحم.
صفحه نامشخص