سه مرد و یک زن
ثلاثة رجال وامرأة
ژانرها
أخذت عينها هذا كله في أسرع من رد الطرف، لولا أنها لم ترد طرفها؛ لفرط دهشتها، فظلت عينها عليه، والراجح أن محياها فضحها، ونم على ما خالجها من العجب والسرور، فقد خلع الطفيلي طربوشه وحسر عن رأسه، وكان قصير الشعر منتصف المشيب.
معذرة، هل بيننا معرفة؟
فهزت محاسن رأسها أن لا، ووجهها كالجمرة.
وهمت لما سألها هل بينهما معرفة أن تقول: نعم؛ فإنك أنت بطولك وعرضك الذي أراك بعين خيالي حين أحلم بالرجل الذي أشتهي أن يكون بعلي. ولكنها عضت على لسانها ولم تنبس ببنت شفة، وهزت رأسها منكرة أن تكون ثم معرفة، وصبغ وجهها الحياء فزاده وضاءة.
وأمسك الرجل واضطجع، ومضت ثوان أو دقائق أو حقب، وإذا بها تقول له: أحسب أنك تقول في سرك أني جريئة أو سيئة الأدب، ولك العذر، ولكن الحقيقة أنك توأم رجل أعرفه - نعرفه - من زمان طويل.
ولو طاوعت نفسها لقالت له إنها لم تعرف هذا الرجل المزعوم إلا في أحلامها.
فتبسم الرجل - الحقيقي - وقال: صحيح؟ واثقة أني لست به؟ اسمي حمدي؛ حمدي الديناري.
فاتقد محياها مرة أخرى، وهزت رأسها ثانية - ولكن لسانها لم يخذلها فقالت: واثقة، ولكن اسمك أيضا يخيل إلي أنه مألوف، لا أدري لماذا؟
فقال: كلا، لا أظن أننا التقينا من قبل، فما كنت لأنسى هذا الوجه لو كنت رأيته.
فعاد الدم القاني فتدفق إلى وجنتيها.
صفحه نامشخص