سه مرد و یک زن
ثلاثة رجال وامرأة
ژانرها
قالت: إنك سيئ الظن.
قال: ليست المسألة مسألة سوء ظن أو حسن ظن، وكل امرئ - إلا أنت على ما يظهر - يستطيع أن يفطن إلى الآخر من هذا الأول، ومن الجلي أن نسيما هذا يرمي إلى الزواج.
قالت: ولكن هذا مستحيل، من أنا حتى يتزوجني؟! أما قلت لك إنه واسع الغنى؟
قال الأستاذ: لا تكوني بلهاء؛ الرجل يحبك، ما في هذا شك، وفقرك لا يعنيه؛ لأنك أنت همه لا المال الذي عنده منه فوق الكفاية.
قالت: ربما، ولكن هذا لم يخطر لي قط، ماذا أصنع الآن؟
قال: لا شيء، تبقين كما أنت، ولا تغيرين شيئا من حالك معه، حتى يخطو هو الخطوة الثانية.
قالت: وماذا يكون العمل حينئذ؟
قال: الأمر واضح؛ ترجعين إلى الطبيب لينجز لك وعده.
قالت: لا أستطيع أن أخدع نسيما، وأنت تعلم أن هذا هو الذي دفعني إلى مجافاة محمود.
قال: يا محاسن أطيعيني ولا تركبي رأسك، إنك فتاة حصان قاصرة الطرف ولست بغرور فاجرة، والذي كان إنما كان بسوء الحظ، وكان الذنب كله لي، وليس من العدل أن تبوئي أنت بإثمه، وأن تظلي طول عمرك ضحية له، فما جنيت شيئا، وإنما أنا الذي جنيت، وقد يسر الله النجاة، ومن العسير أن تقنعي شابا يحبك ويكبرك ويعرف فيك العفة والتحصن، ببراءتك، وإن كان لا شك فيها، وعهدنا بالرجل يكون كريما رحيب النفس واسع العقل، يؤثر على نفسه في كل شيء، إلا فيما يتعلق بامرأة يحبها ويريدها لنفسه، فإنه ينقلب أنانيا فظا لا يغضي عما يرى أو يسمع من هناتها ولو كان لا ذنب لها فيها، ولا يتغافل عما كان أو يكون منها، ولو كان فلتة وبرغمها، وهذا هو الأغلب والأعم، وهناك من لا غيرة لهم، وهؤلاء قلة، ولا يقاس عليهم، فاسمعي مني، ولا تحملي نفسك وزرا ليس من العدل أن تحمليه، ولا تضيعي نفسك وتشقيها بقلة العقل، وبالإسراف عليها في الظلم، ولا تخيبي أيضا أمل هذا الشاب. ولو كان أسن، أو أكثر تجربة للحياة وعثرات الحظ فيها لأشرت عليك بخلاف ذلك، أي بالمصارحة، ولكنه غني مرفه؛ لم يعرف إلا التوفيق، ولم يشعر بغير الاطمئنان والثقة، ولم يبل ما في الدنيا من ظلم ونكد طالع وعرك ووطء وتفتيت، وقد يكون على خلاف المعهود في أمثاله، ولكن السلامة في الاحتياط والتحرز، فأطيعيني من فضلك تسعدي.
صفحه نامشخص