407

تيسير التفسير

تيسير التفسير

ژانرها

[الأنعام: 42] ترج بحسب عقول البشر، وذلك لقيام مقتضى التضرع وهو البأس والضراء { ولكن قست قلوبهم } استدراك بين الضدين، أى ما لانت قلوبهم، بل غلظت، أى بقيت على الغلظة، أو زادت غلظة كقولك: ما قام عمرو بل قعد، وقوله لكن إلخ..إخبار، وصح عطفه على لولا إلخ.. مع أنه إنشاء، لتضمنه معنى الإخبار، وهو انتفاء تضرعهم، ولا يجوز أن تكون لولا للتحضيض لعدم الاستقبال، إذ قال: تضرعوا، وقال: قست بصيغة الماضى، وكذا فى قوله { وزين لهم الشيطان ما كانوا يعملون } من الشرك وما دونه من المعاص، أو زين لهم عملهم، وهذا فى حيز الاستدراك، أى تركوا التضرع لقسوة قلوبهم وإعجابهم بأعمالهم وإصرارهم عليها، ولم يخطر ببالهم أن ما جاءهم من البأساء والضراء إنما هو لأجلها، والتزيين إما إيجاد الشئ حسنا كقوله:

زينا السماء الدنيا

[الصافات: 6، الملك: 5]، وكصنع الصائغ أو النجار أو البانى شيئا، وإما تحسينه من غير إيجاد كتزيين الماشطة العروس، وإما كالآية، وكتزيينه تعالى للكافر كفره، كما قال:

زينا لكل أمة عملهم

[الأنعام: 108]، وكتزيين غير الله شيئا لغير الله، كقوله تعالى:

زين لكثير من المشركين قتل أولادهم شركاؤهم

[الأنعام: 137].

[6.44]

{ فلما نسوا } تركوا { ما ذكروا } وعظوا { به } من البأساء والضراء، ولم يتضرعوا، وقيل: المراد بالنسيان هنا لازم ترك ما وعظوا به، وهو الانهماك فى المعاصى { فتحنا عليهم } أى لهم استدراجا وذلك بصورة النفع ولكن عاقبته الشر وهو حكمة لفظة على، ومن حكمتها التكثير كالشئ المتدلى عليهم المجلل لهم من فوقهم وجوانبهم كما قال { أبواب كل شئ } فإن المعنى أنواع النعم كالرزق والصحة والجاه، أخذوا حال النعم الكثيرة والفرح ليكون أشد عليهم لتحسرهم على ما فاتهم، وبيان أن الأمر على غير ما اطمأنوا إليه، { حتى } غاية لفتحنا، أو فعلوا ما فعلوا حتى { إذا فرحوا } فرح بطر واطمأنوا { بما أتوتوا } من النعم معجبين به، ومشتغلين به عن القيام بحق المنعم، { أخذناهم } بالعذاب { بغتة } فجأة { فإذا هم مبلسون } آيسون من كل خير فى انكسار وحزن، فإن الإبلاس انقطاع الرجاء مع حزن وانكسار، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:

" مكر بالقوم ورب الكعبة "

صفحه نامشخص