الصراط، والخوف والرجاء قد اعتليا في قلبك وغلبا عليك، ثم ثنيت بالأخرى فجزت الصراط كله واستقرت قدماك على تلك العرصة، وزلت عن الجسر ببدنك، وخلفته وراء ظهرك، وجهنم تضطرب من تحت من يمر عليها، وتثب على من زل عنه مغتاظة تزفر عليه وتشهق إليه. ثم التفت إلى الجسر فنظرت إليه باضطراب، ونظرت إلى الخلائق من فوقه وإلى جهنم من تحته تثب وتزفر على الذين زلزلوا عن الصراط لها في رؤوسهم (١) وأنحائهم قصيف، فطار قلبك فرحًا إذ رأيت عظيم ما نجاك الله منه، فحمدتَ الله وازددتَ له شكرًا، إذ نجوتَ بضعفك من النار. وخلفتَ النار وجسرها من وراء ظهرك متوجهًا إلى جوار ربك. ثم خطوتَ آمنا إلى باب الجنة قد امتلأ قلبك (٢) سرورًا وفرحًا، فلا تزل في ممرك بالفرح والسرور حتى توافي أبوابها (٣) فإذا وافيتَ بابها (٤) استقبلك بحسنه، فنظرتَ إلى حسنه ونوره وحسن صورة الجنة وجدرانها، وقلبك مستطير فرح مسرور متعلق بدخول الجنة حين وافيتَ بابها أنت وأولياء الرحمن.
فتوهم نفسك في ذلك الموكب، وهم أهل كرامة الله
_________
(١) هكذا صوب الكلمة (أ)، وكانت في أصله [روسهم] .
(٢) قال (أ): ناقص في الأصل.
(٣) قال (أ): في الهامش. وأظنه عنى أنه أثبته من الهامش.
(٤) كسابقه.
1 / 45