کتاب التصریف لمن عجز عن التألیف

ابوالقاسم زهراوی d. 400 AH
144

کتاب التصریف لمن عجز عن التألیف

كتاب التصريف لمن عجز عن التأليف

ژانرها

الفصل الثالث والأربعون فى شق الحنجرة عن ورم يحدث فى داخل الفصل الثالث والأربعون فى شق الحنجرة عن ورم يحدث فى داخل الحلق ذكرت الأوائل هذا الشق فى الحنجرة ولم أشاهد أحدا فى بلدنا صنعه وهذا نسق كلامهم، أما أصحاب الذبحة فينبغى أن يجتنبوا شق الحنجرة اذ لا ينتفعون بذلك من أجل أن جميع الأوراد والرئة تكون سقيمة، وأما الذين بهم ورم حار فى الفم او الحلق او اللوزتين اذا لم تكن علة فى القصبة فوجب استعمال شق الحنجرة للهرب من العطب الذى يكون من الاختناق، فينبغى اذا أردنا ذلك أن نشق الحنجرة تحت ثلاث دوائر من دوائر القصبة او أربع شقا صغيرا بالعرض فيما بين دائرتين بقدر ما يكون الشق فى الصفاق لا فى الغضروف وهذا الموضع موافق للشق لأنه عديم اللحم وأوعية الدم منه بعيدة، فإن كان المعالج جبانا فينبغى أن يمد جلدة الحلق بصنارة ثم يشق الجلد حتى اذا صار الى القصبة جنب أوعية الدم إن رأى منها شيئا ثم يشق الصفاق الذى وصفنا، ويستدل على شق القصبة من البلغم الذى يخرج منها مع ما تنخزق ومن انقطاع الصوت وتترك الجرح مفتوحا زمانا فإذا زال الوقت الذى كان يتخوف فيه الاختناق جمعت شفتى الجرح من الجلد وخطته وحده من غير الغضروف ثم تستعمل الأدوية التى تنبت اللحم الى أن يبرأ، قال واضع هذا الكتاب، تفسير جملة هذا الكلام الذى حكيناه إنما هو اذا رأوا العليل قد سد حلقه أحد هذه الأورام التى ذكروا وأشرف العليل على الموت وهم نفسه أن ينقطع ذهبوا الى شق الحنجرة ليتنفس العليل على موضع الجرح بعض التنفس ويسلم من الموت وإنما أمروا بترك الجرح مفتوحا حتى تتقضى سورة المرض وتكون سورته ثلاثة أيام ونحوها فحينئذ أمروا بخياطة الجرح وعلاجه حتى يبرأ، والذى شاهدته بنفسى أن خادما أخذت سكينا فأرسلته على حلقها فقطعت به بعض قصبة الرئة فدعيت الى علاجها فوجدتها تخور كما تخور المذبوح فكشفت عن الجرح فوجدت الدم الذى خرج من الجرح يسيرا فأيقنت أنها لم تقطع عرقا ولا وداجا والريح تخرج من الجرح فبدرت فخطت الجرح وعالجته حتى برئ، ولم يعرض للخادم شىء إلا بحح فى الصوت لا مزيد وعادت بعد أيام الى أفضل أحوالها فمن هنا نقول إن شق الحنجرة لا خطر فيه،

صفحه ۳۳۹