فإنه والى أولياءك، وعادى أعداءك، وقطع فيك الأقربين، ووصل الأبعدين.
[قصيدة للمؤلف (رحمه الله) في هجره موطنه دمشق واستقراره في كربلاء]
ولما استقرت لي الدار في حضرة سيد الشهداء، وطاب لي القرار في مقام خامس أصحاب الكساء، أردت أن أسم حبيبي بميسم العبودية لشريف حضرته، وأرقم اسمي في دفاتر أرقاء خدمته، واعطر المجالس بنشر مناقبه، واسر المجالس بذكر مراثيه، فجمعت هذا الكتاب مع قلة بضاعتي، وركود قريحتي، فكنت بإهدائه إلى عزيز جنابه كناقل التمر إلى هجر (1)، ومهدي الحصى إلى الدرر، وقد روى لساني عن قلبي، ورقم بناني عن لبي:
فارقت قوما دينهم
نصب وإلحاد وكفر
بذوي الفسوق بأرضهم
سوق وللفجار فجر
لقضائهم في هتك دين
المصطفى ناب وظفر
إن قلت عينا من علي
أظهروا حقدا وهروا (2)
شبه الكلاب إذا عوت
فالشر منهم مستمر
علماؤهم علماء سوء
طبعهم غدر ومكر
ورجالهم بقر إذا
ذكر الوصي عتوا وفروا
ونساؤهم بالغنج كم
من زاهد فتنوا وغروا
هذا وكم منزلة
بعد الغنى منهن فقر
كم ليلة من هجرهم
أمسى فؤادي فيه جمر
فهجرت منصرفي إذ
لي لسمع الهجر وقر
وحثثت رحلي نحو من
هو للنبي أخ وصهر
صفحه ۴۸